أخبار العالم

واشنطن تهدد بعقوبات ثانوية على مشترين النفط الروسي وسط أعنف هجوم جوي على أوكرانيا

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، اليوم الأحد، إن المزيد من الضغط الاقتصادي المشترك بين الولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن يجبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الدخول في محادثات سلام مع أوكرانيا.

عقوبات محتملة على الدول المستوردة للنفط الروسي

وأوضح بيسنت، في مقابلة مع شبكة إن بي سي، أن فرض عقوبات ورسوم جمركية ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي “قد يؤدي إلى انهيار كامل للاقتصاد الروسي”، مضيفًا أن ذلك هو ما سيدفع بوتين إلى طاولة المفاوضات.

وأكد أن نجاح هذه الاستراتيجية يتطلب التزامًا أوروبيًا كاملًا، مشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إذا اتحدا في هذا النهج، فسيدخلان في سباق بين مدى صمود الجيش الأوكراني وبين المدة التي يمكن للاقتصاد الروسي أن يتحملها”.

وشدد الوزير الأميركي على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة لتصعيد الضغوط، رغم الإحباط داخل البيت الأبيض من غياب أي تقدم ملموس في جهود وقف القتال بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب.

وكان ترامب قد هدد سابقًا بمعاقبة الدول المستوردة للنفط الروسي، غير أنه اكتفى حتى الآن بفرض رسوم إضافية على واردات الطاقة من الهند، وتجنّب استهداف روسيا أو الصين بشكل مباشر.

أعنف هجوم جوي منذ اندلاع الحرب

تأتي تصريحات بيسنت في أعقاب أكبر هجوم جوي روسي منذ بدء الحرب، إذ أطلقت موسكو 805 طائرات مسيرة و13 صاروخًا على كييف ومدن أوكرانية أخرى، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم امرأة ورضيعها، إلى جانب تضرر مبنى مجلس الوزراء في قلب العاصمة الأوكرانية للمرة الأولى.

وأثار الهجوم موجة إدانات غربية، حيث وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضربات بأنها “عشوائية” وتعكس “انغماس روسيا في منطق الحرب والترهيب”، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن “الكرملين يسخر من الدبلوماسية وينتهك القانون الدولي ويقتل بلا تمييز”.

وكشف الاتحاد الأوروبي أنه يعمل على إعداد الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد موسكو، وتشمل قيودًا جديدة على قطاعي الطاقة والمال، وتشديد الملاحقة لـ”أسطول الظل” الروسي المستخدم للالتفاف على العقوبات النفطية.

الموقف الروسي والأوكراني

من جانبها، قالت موسكو إن الضربات استهدفت منشآت عسكرية وصناعية ومطارات أوكرانية، بينما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى “رد عملي” من الغرب عبر تشديد العقوبات وتزويد بلاده بمزيد من الأسلحة.

وتتواصل الهجمات الجوية المتبادلة بين موسكو وكييف، في ظل جمود مساعي التسوية السياسية، رغم محاولات ترامب جمع الرئيسين بوتين وزيلينسكي إلى مفاوضات مباشرة.

وعلى الأرض، تواصل القوات الروسية تقدمها في الجبهتين الشرقية والجنوبية منذ أكثر من عام، مستغلة النقص الحاد في القوات والعتاد الذي يعانيه الجيش الأوكراني.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى