إدارة ترامب تعيد النظر في صفقات الطائرات المسيّرة مع الخليج وسط منافسة صينية وتركية

رغم الضجة التي أثارها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإعلانه عن صفقات أسلحة ضخمة مع دول الخليج العربي، فإن هذه الالتزامات لم تتحول حتى الآن إلى عوائد مالية ملموسة، وسط عراقيل قانونية ومخاوف أمنية.
مراجعة للاتفاقيات الدولية
كشفت مصادر أميركية أن إدارة ترامب تستعد لإعادة النظر في اتفاق غير ملزم كان يصنّف طائرات MQ-9 Reaper المسيّرة باعتبارها صواريخ بعيدة المدى، وذلك في إطار مراجعة شاملة لآلية المبيعات العسكرية الأميركية للخارج.
وتهدف الخطوة إلى تسريع تسليم الطائرات المسيّرة للسعودية والإمارات وقطر، وهي دول تسعى منذ سنوات للحصول على هذه المنظومة القتالية، إضافة إلى تخفيف الإجراءات البيروقراطية أمام شركات تصنيع السلاح الأميركية.
إعادة تفسير “نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ”
بحسب وكالة رويترز، فإن واشنطن بصدد إعادة تفسير تصنيف الطائرات المسيّرة وفق نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ (MTCR) الموقع عام 1987، والذي يُعد اتفاقًا غير ملزم.
وكان ترامب قد خفف بالفعل عام 2020 القيود الأميركية على تصدير هذه الطائرات، بينما يتوقع أن توسع الخطوة الجديدة تلك التسهيلات عبر تصنيف المسيّرات كـ”طائرات” بدلاً من “صواريخ بعيدة المدى”.
تغير موازين المعارك
تأتي هذه المراجعة في ظل تصاعد دور الطائرات المسيّرة في النزاعات الدولية، من الحرب الأخيرة بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي، إلى أوكرانيا وليبيا وسوريا واليمن ومنطقة القوقاز.
وسبق أن فرضت واشنطن قيودًا صارمة على تصدير MQ-9 نظرًا لقدرتها الكبيرة على التحليق لمسافات طويلة وحمل حمولة قتالية ثقيلة.
صفقات معلّقة مع الخليج
- السعودية: أعلنت شركة “جنرال أتوميكس” عن محادثات مع الرياض لشراء ما يصل إلى 200 طائرة، بينما ذكرت رويترز أن الصفقة قد تشمل “أكثر من 100” طائرة.
- الإمارات: تسعى منذ توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020 للحصول على MQ-9B SkyGuardian، مع رغبة بدمج صواريخها محلية الصنع من إنتاج شركة “إيدج”، وهو ما وافقت عليه واشنطن مبدئيًا، لكن المفاوضات تعثرت لاحقًا.
- قطر: حصلت في مارس الماضي على موافقة أميركية لشراء 8 طائرات بقيمة ملياري دولار، بعد تعثر المفاوضات لسنوات.
مخاوف داخلية وتسريبات تكنولوجية
تواجه هذه الصفقات معارضة حقوقية وأمنية داخل الولايات المتحدة، بسبب مخاوف من استخدام الأسلحة في نزاعات إقليمية، إضافة إلى احتمال تسريب تكنولوجيا حساسة للصين.
كما يتقاطع الجدل مع صفقات أخرى أعلنها ترامب لبيع رقائق ذكاء اصطناعي متقدمة للسعودية والإمارات، والتي لم تنفذ حتى الآن، بحسب تقارير “بلومبيرغ”.
منافسة إقليمية ودولية
تتعرض الولايات المتحدة لضغوط متزايدة مع دخول الصين وتركيا إلى سوق الطائرات المسيّرة:
- الصين زودت السعودية والإمارات بطائرات وينغ لونغ II، وتستعد الرياض للحصول على النسخة الأحدث وينغ لونغ 10B.
- تركيا برزت بقوة عبر طائرات بيرقدار TB2 التي أثبتت فعاليتها في أوكرانيا وأذربيجان.