اعتصام “الصمود” أمام السفارة الأمريكية في تونس رفضًا للدعم الأمريكي لحرب الإبادة على غزة

تناولت الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع (أهلية)، انطلاق اعتصام مفتوح تحت عنوان “اعتصام الصمود” أمام مقر السفارة الأمريكية في العاصمة تونس، والمقرر أن يستمر أسبوعًا، وذلك احتجاجًا على الدعم الأمريكي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
اعتصام أمام السفارة الأمريكية
شارك في اليوم الأول من الفعالية عشرات النشطاء من “الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع” و”تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”.
وأكد المتحدث باسم الشبكة صلاح المصري: “نحن الآن أمام السفارة الأمريكية في اعتصام الصمود بداية من الأحد ويمتد حتى السبت المقبل”.
رسالة الاعتصام
أضاف المصري أن “رسالة الاعتصام هي دعم شعبنا الفلسطيني وتأكيد على أننا معه ونحييه باستمرار على الصمود الكبير الذي ينجزه، ومن هنا جاءت كلمة الصمود”.
وأوضح أن الاحتجاج يهدف إلى إدانة ما وصفه بـ”الجريمة الأمريكية”، مضيفًا: “العالم يعرف أن أمريكا هي التي ترتكب الإبادة في حق أبنائنا في فلسطين، لذلك نحن هنا للاحتجاج وإدانة الدور الأمريكي”.
دعم أسطول الصمود
وتابع المتحدث: “اعتصام الصمود هو إشارة، أيضا، إلى أسطول الصمود العالمي، ومن أهدافه الأساسية دعم الأسطول ومتابعة مساره عبر البحر والاستعداد للدفاع عن مناضليه إذا تعرض لأي عدوان من طرف الكيان الصهيوني”.
بيان الشبكة
في بيان صدر مع بداية الفعالية، أكدت الشبكة: “نعلن الدخول في اعتصام الصمود أمام السفارة الأمريكية بتونس بداية من الأحد إلى غاية السبت المقبل”.
وجاء في البيان أن الاعتصام يُقام احتجاجًا على جرائم الحصار وتصاعد وتيرة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الأمريكي والصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى كونه احتجاجًا على الاعتداءات والاغتيالات التي استهدفت جبهات الإسناد العربية والإقليمية وقادتها في لبنان واليمن والعراق وإيران.
وطالبت الشبكة السلطات التونسية بـ تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، ووقف جميع أشكال التعاون العسكري والفني مع الولايات المتحدة والحلف الأطلسي، وتجميد العلاقات التونسية – الأمريكية.
تحركات أسطول الحرية
بالتوازي مع هذه التحركات، وصلت نحو 20 سفينة قادمة من إسبانيا إلى السواحل التونسية ضمن “أسطول الصمود العالمي”، تمهيدًا للتوجه نحو قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي وإيصال المساعدات الإنسانية.
وكانت هذه القافلة قد انطلقت من ميناء برشلونة نهاية أغسطس/ آب 2025، تبعتها قافلة أخرى من ميناء جنوة الإيطالي فجر الاثنين الماضي. ومن المقرر أن تنطلق قافلة ثالثة من تونس، الأربعاء، بعد أن تم تأجيل موعدها السابق لأسباب لوجستية وفنية، قبل أن تواصل جميع السفن رحلتها نحو غزة.
حصار غزة
تفرض إسرائيل منذ مارس/ آذار الماضي حصارًا مشددًا على قطاع غزة، حيث أغلقت المعابر بشكل شبه كامل، ولم تسمح إلا بإدخال كميات محدودة جدًا من المساعدات الإنسانية لا تلبي احتياجات السكان.
كما أطلقت قواتها النار على فلسطينيين كانوا في طوابير انتظار المساعدات، ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى. وتسببت الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في استشهاد 64 ألفًا و455 فلسطينيًا وإصابة 162 ألفًا و776 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ووقوع مجاعة أزهقت أرواح 387 شخصًا بينهم 138 طفلًا.
بهذا الاعتصام والأنشطة الشعبية المتواصلة في تونس، يتجدد التأكيد على تضامن الشعوب العربية مع غزة ورفضها القاطع لأي دعم أمريكي أو غربي للعدوان الإسرائيلي، في مشهد يعكس التفاعل الشعبي الواسع مع القضية الفلسطينية واستمرارها في صدارة المشهد السياسي والإنساني.