ملفات وتقارير

ما قصة قلادة النيل الذي حصل عليها ترامب؟

تُعد قلادة النيل أرفع وسام مدني في مصر، وذلك بحسب القانون رقم (12) لسنة 1972، وهي من أرفع الأوسمة المصرية وأعظمها شأنًا وقدرًا، ولها المقام الأول بينهم، ومن عظمة قدرها يتم تسليمها بمعرفة رئيس الجمهورية شخصيًا، ويعطون براءة موقعًا عليها من رئيس الجمهورية، ويؤدى التعظيم العسكري لأصحاب القلادة عند وفاتهم.

تم تقديم الوسام للمرة الأولى في عهد السلطان حسين كامل عام 1915، وذلك بهدف تكريم من “قدّموا خدمات جليلة لمصر أو للبشرية”.

وبعد قيام ثورة يوليو/تموز 1952 وإعلان الجمهورية، أُعيد تنظيم نظام الأوسمة بالكامل، لتصبح قلادة النيل الوسام الأعلى في الدولة، يُمنح حصرياً بقرار من رئيس الجمهورية لرؤساء الدول أو الشخصيات التي تركت أثراً إنسانياً أو حضارياً مميزاً.

خلال العقود الماضية، أصبحت قلادة النيل بمثابة رسالة تقدير من مصر، تعبّر عن الامتنان العميق لمن أسهموا في نهضتها أو دعم مكانتها الدولية، ما أضفى عليها بعداً رمزياً.

تُصنع القلادة من الذهب الخالص أو الفضة المذهّبة ويعكس تصميمها التراث المصري القديم.

تتكوّن من وحدات مربعة مزخرفة بالمينا الملوّنة والرموز الفرعونية، تتصل ببعضها عبر سلسلتين متوازيتين تتخللهما زهور اللوتس، رمز النقاء والخلود في الحضارة المصرية. وفي منتصف القلادة تتدلّى ميدالية دائرية كبيرة تمثل وحدة النيل.

يُمنح الوسام في احتفال رسمي داخل القصر الرئاسي، حيث يُقلّد الرئيس بنفسه المكرَّم القلادة. وعند وفاة الحاصل عليها، يُقام له تكريم رسمي وفق البروتوكول العسكري.

مُنحت القلادة للعديد من الشخصيات الدولية على مدار عشرات السنوات. ففي عام 1979، منح الرئيس أنور السادات القلادة للرئيس الأمريكي جيمي كارتر تقديراً لدوره المحوري في التوصل إلى اتفاقية السلام المصرية–الإسرائيلية.

وكان الزعيم اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو من أوائل القادة الأجانب الذين نالوا القلادة، إذ حصل عليها عام 1955 في زمن الرئيس جمال عبد الناصر، تقديراً لدوره في تأسيس حركة عدم الانحياز.

وفي عام 1975، حصلت الملكة إليزابيث الثانية على القلادة خلال زيارتها الرسمية إلى مصر.

كما منحها الرئيس السادات في العام التالي إلى السلطان قابوس بن سعيد تقديراً لدعم بلاده لمصر خلال حرب أكتوبر 1973.

وفي عام 1990، نالها نيلسون مانديلا تكريماً لنضاله ضد الفصل العنصري، فيما منحها الرئيس حسني مبارك في العام نفسه إلى إمبراطور اليابان أكيهيتو تعبيراً عن الصداقة بين البلدين.

وفي السنوات الأخيرة، حصل عليها الملك سلمان بن عبد العزيز والملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في تأكيد على عمق الروابط السياسية والتاريخية بين مصر وهذه الدول.

بالطبع جاء قرار منح قلادة النيل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ظل التطورات المتلاحقة في المنطقة.

فبحسب البيان الرسمي، جاء القرار تقديراً لـ”إسهاماته في دعم جهود السلام وتهدئة النزاعات، وآخرها دوره المحوري في إنهاء حرب غزة”.

فقد رعى ترامب مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس انتهت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية أمريكية قطرية مشتركة، ما أتاح للقاهرة تعزيز موقعها كوسيط رئيسي في الملف الفلسطيني.

تزامن التكريم مع التحضير لقمة دولية للسلام في شرم الشيخ، برعاية مشتركة من السيسي وترامب، يُتوقَّع أن يشارك فيها أكثر من عشرين زعيماً.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى