العالم العربيفلسطينمصر

تصعيد بين مصر وإسرائيل… خبراء: نتنياهو يهرب من أزماته ومصر تضع خطوطًا حمراء

بصورة لافتة، دخل الخطاب الرسمي بين القاهرة وتل أبيب مرحلة متصاعدة خلال الأيام الأخيرة، بعدما وجّه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهامات مباشرة لوزارة الخارجية المصرية، وصلت حد الزعم بأنها “تسجن” الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة جماعية مستمرة منذ نحو عامين.

ويرى خبراء مصريون وفلسطينيون أن هذا التصعيد ليس جديدًا، بل يكرر نتنياهو فيه أساليبه السابقة للهروب من أزماته الداخلية، في محاولة للضغط على مصر لتمرير سيناريو “التهجير”، بينما تؤكد القاهرة أنها لن تقبل المساس بثوابتها الوطنية أو تصفية القضية الفلسطينية.

جذور الأزمة

التوتر الأخير يعود إلى مزاعم إسرائيلية بأن مصر هي من تغلق معبر رفح، وهو ما فنّدته القاهرة مؤكدة أن المعبر مغلق من الطرف الإسرائيلي، معربة في الوقت ذاته عن استعدادها لإدخال المساعدات الإنسانية “بشكل يغرق غزة” إذا سمحت تل أبيب.

وتصاعدت الأزمة أكثر مطلع سبتمبر الجاري، مع تلويح نتنياهو بتعليق اتفاقية الغاز مع مصر، الموقعة منذ عام 2019 والممددة حتى 2040. لكن القاهرة ردت بحزم على لسان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، الذي وصف نتنياهو بأنه “واهم”، متحديًا إياه أن يتحمل التبعات الاقتصادية لأي خطوة من هذا النوع.

وفي أعقاب ذلك، جددت وزارة الخارجية المصرية موقفها الرافض لأي شكل من أشكال التهجير، واعتبرت تصريحات نتنياهو “مستهجنة وغير مقبولة”، مؤكدة أن مصر “لن تكون أبدًا شريكًا في تصفية القضية الفلسطينية أو بوابة للتهجير”.

رسائل مصر “الواضحة”

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية محمد العرابي، شدد على أن “الرسائل المصرية كانت محددة وواضحة، وتأتي ضمن إطار استراتيجي ثابت للدولة”، معتبرًا أن تصعيد نتنياهو “مؤقت” ويستهدف الاستهلاك الداخلي قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر.

في السياق ذاته، أكد الأكاديمي المصري المتخصص بالشؤون الإسرائيلية أحمد فؤاد أنور، أن “تصريحات نتنياهو الملاحق من القضاء الإسرائيلي والجنائية الدولية تمثل انتحارًا سياسيًا”، مشيرًا إلى أن “مصر أكثر قوة واستعدادًا، ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين”.

“مصر دولة سلام”

من جانبه، قال الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج، إن “نتنياهو يحاول إلهاء الداخل الإسرائيلي المنقسم”، لكنه شدد على أن “ردود مصر كانت حاسمة وحملت رسائل واضحة، ولن تتوقف إذا لم تتوقف إسرائيل”، مضيفًا أن مصر “دولة سلام، إلا إذا كان هناك مساس بأراضيها”.

3 سيناريوهات أمام نتنياهو

أما الأكاديمي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع، فأوضح أن “نتنياهو يحاول الضغط على مصر لاتخاذ خطوات في ملف التهجير، لكن القاهرة تبقى عقبة رئيسية أمام هذا السيناريو”.

وعدد مطاوع ثلاثة سيناريوهات محتملة:

  1. تراجع نتنياهو كما حدث العام الماضي في أزمة الأنفاق.
  2. الإبقاء على التوتر دون تصعيد لافت.
  3. تدهور العلاقات بين الجانبين، لكن دون الوصول إلى صدام عسكري مباشر.

خلفية إنسانية

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا على قطاع غزة بدعم أمريكي، أوقعت أكثر من 64 ألف قتيل و162 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن مجاعة أودت بحياة 393 فلسطينيًا، بينهم 140 طفلًا، ونزوح مئات الآلاف من السكان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى