
أولًا: الدوافع الخفية
لا يجرؤ كثيرون على القول إن ما يفعله نتنياهو اليوم ليس حماية لإسرائيل، بل حماية لنفسه.
ملفات الفساد والرشوة تلاحقه، وأي سقوط سياسي يعني المحاكمة والسجن. لذلك يقامر بمستقبل الكيان كله ليبقى في السلطة.
وهو يدرك أن إرضاء اليمين الديني والمستوطنين شرط لبقائه، فيقدم لهم الضفة والقدس على طبق من نار.
ثانيًا: الأهداف الإقليمية
نتنياهو لا يريد تهدئة؛ بل يسعى إلى: إضعاف الدول العربية وتحويلها إلى ملحق أمني.
إدامة الفوضى حتى يبقى الاحتلال وكيل الغرب في المنطقة.
تسويق الحرب كرسالة عقدية: “معركة التوراة ضد الإسلام”.
ثالثًا: الأدوات.
إطالة حرب غزة لتدمير البيئة الحاضنة للمقاومة.
تكثيف التهجير والاستيطان في الضفة.
تشتيت الانتباه الدولي بجبهات لبنان واليمن وإيران.
رابعًا: النتائج والمخاطر.
على المدى القريب: ارتفاع كلفة الحرب، تآكل صورة إسرائيل، تزايد عزلة الكيان.
على المدى المتوسط: احتمالات توسع المواجهة إقليميًا، بما قد يُشعل المنطقة كلها.
على المدى البعيد: المقاومة تتجذّر أكثر، وسنن الله في التداول تجعل السقوط محققًا مهما طال الزمن.
خامسًا: المقال الخطابي الحقيقة التي يخشاها البلطجي
نتنياهو اليوم ليس زعيمًا بل بلطجيًا فاشلًا؛ فبعد عامين من القصف والحصار والدمار، لم يكسر المقاومة. لم يجد سوى الكذب ليبارك نفسه بسردية مختلقة يكررها حتى يصدقها أتباعه.
لكن الحقيقة أكبر من الأكاذيب.
غزة صامدة: القدس تقاوم بعمليات استشهادية. والعدو يعيش في خوف دائم من الغد. إنها ليست معركة حدود، بل حرب صليبية على الإسلام.
ومعها نداء للأمة: إذا لم نستفق اليوم، فلن يكون أحد آمنًا غدًا.
الطائرات التي تمرّ فوق غزة قد تمرّ فوق أي مدينة عربية أخرى
ختاما: إن نتنياهو- مهما تجبّرـ لا يملك أن يغيّر سنن الله: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].
وكما سقطت إمبراطوريات بالأمس، سيسقط الشيطان الأكبر ومعه كل البلطجية.
والمستقبل سيورّث لهذه المقاومة التي تحب الموت كما يحبون الحياة.