وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، القصف الذي استهدف حيًا سكنيًا في العاصمة القطرية الدوحة، بأنه “واحدة من أكثر العمليات العسكرية جنونًا في تاريخ إسرائيل”.

فقدان السيطرة وقرارات متهورة

في مقال تحليلي نشرته الخميس، اتهمت الصحيفة الحكومة الإسرائيلية بـ”فقدان السيطرة واتخاذ قرارات متهورة ذات عواقب استراتيجية خطيرة”.
وتساءلت: “أي دولة تُقدم على اغتيال أشخاص يشاركون في مفاوضات لإطلاق سراح أسراها، بينما تُناقش في ذات الوقت بنود صفقة برعاية أمريكية لوقف إطلاق النار؟”

استهداف مفاوضين في ملف الأسرى

أوضح المقال أن الغارة استهدفت أشخاصًا يفترض أنهم منخرطون في مباحثات حساسة بشأن ملف الأسرى، مشيرًا إلى أن قطر تُعد أحد أبرز الوسطاء الثابتين في هذا الملف منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

انتقاد سياسة نتنياهو

انتقدت الصحيفة بشدة سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرة أن العملية جاءت في سياق محاولاته المتكررة لإفشال صفقة تبادل الأسرى، و”صرف أنظار الجمهور عن فشله السياسي والعسكري”.
وأضافت أن قيادات أمنية بارزة – بينها رئيس الأركان ورئيس الموساد والقائم بأعمال رئيس الشاباك – عارضت تنفيذ الغارة، لكن ذلك لم يمنع المضي قدمًا فيها، ما يعكس “انهيار منظومة القرار الأمني والسياسي”.

تداعيات دبلوماسية وأمنية

رجّحت الصحيفة أن تمتد تداعيات العملية دبلوماسيًا إلى فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل، إضافة إلى قيود محتملة على سفر الإسرائيليين، وسط “تدهور متسارع في الأمن الشخصي والوطني داخل إسرائيل”.
وحذرت من أن “ما جرى في الدوحة لن يكون النهاية”، مشيرة إلى احتمال أن تمتد الغارات إلى إسطنبول أو القاهرة، في ظل غياب أي رؤية استراتيجية للحكومة واعتمادها فقط على القوة العسكرية.

تفاصيل الهجوم على قطر

ومساء الثلاثاء، شنّت إسرائيل هجومًا جويًا استهدف مقرًا سكنيًا في الدوحة، في محاولة فاشلة لاغتيال قيادات الصف الأول في حركة “حماس” أثناء نقاش المقترح الأمريكي الأخير بشأن التهدئة في غزة.
وأسفر الهجوم عن استشهاد خمسة من عناصر حماس، بينهم نجل مدير مكتب رئيس الحركة في غزة خليل الحية، إضافة إلى استشهاد عنصر من قوة الأمن الداخلي القطري، وفق وزارة الداخلية القطرية.

إدانات واسعة للهجوم

أثار العدوان الإسرائيلي على قطر موجة إدانات فلسطينية وعربية ودولية، اعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واعتداءً خطيرًا على أمن قطر واستقرارها.