ألمانيا توقف صادرات السلاح الجديدة لإسرائيل تحت ضغط شعبي.. وصفقة مسيّرات بمليار يورو قيد التنفيذ

أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن موقف بلاده الداعم لإسرائيل منذ ثمانية عقود “لن يتغير”، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن برلين “لا يمكنها دعم نزاع يُدار بالوسائل العسكرية فقط”، معربًا عن رغبتها في تعزيز المسار الدبلوماسي لإنهاء الحرب في غزة.
وجاءت تصريحات ميرتس بعد خطوة غير مسبوقة تمثلت في إعلان الحكومة الألمانية تعليق تراخيص تصدير الأسلحة الجديدة إلى إسرائيل، ردًا على خطط حكومة بنيامين نتنياهو لتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع.
وأوضح المستشار أن القرار يشمل فقط التراخيص المستقبلية، بينما تظل الصفقات السابقة سارية، وتشمل معدات قيمتها نحو 485 مليون يورو.
وبالتوازي، كشفت تقارير إسرائيلية أن برلين ماضية في إبرام صفقة لشراء طائرات مسيّرة متقدمة من طراز “هيرون” من تل أبيب، بتكلفة تقارب 930 مليون يورو، في إطار تعزيز قدرات الجيش الألماني.
القرار أثار تساؤلات حول ما إذا كان يمثل تحولًا استراتيجيًا في السياسة الألمانية أم مجرد خطوة رمزية، إذ وصفته صحيفة دي تسايت بأنه “تحول تاريخي”، فيما رأت أوساط أكاديمية أنه محاولة لتخفيف الضغوط الداخلية والخارجية.
استطلاعات الرأي في ألمانيا أظهرت دعمًا واسعًا لتعليق الصادرات، حيث أيّد 83% من المشاركين وقف توريد الأسلحة التي قد تُستخدم في غزة، في وقت تتزايد فيه المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي.
ويرى محللون أن ميرتس يبعث برسائل غير مباشرة إلى نتنياهو مفادها أن الدعم غير المشروط لإسرائيل قد لا يستمر طويلاً، فيما اعتبرت أوساط أخرى الخطوة تكتيكًا سياسيًا لتفادي مطالب أوسع مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ورغم هذا التقييد، تبقى ألمانيا واحدة من أبرز موردي السلاح لإسرائيل، إذ بلغت صادراتها عام 2023 أكثر من 326 مليون يورو، ما يطرح تساؤلات حول حدود هذا “التحول” ومدى استدامته في ظل استمرار الحرب وموجة الغضب الشعبي الأوروبي.