أخبار العالمملفات وتقارير

ترامب يضع أفريقيا في قلب تنافس صيني روسي هندي

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من خلال سياسة “أميركا أولا”، رسم خريطة النفوذ الدولي، فاتحًا المجال أمام تقارب غير مسبوق بين الصين وروسيا والهند، فيما تجد أفريقيا نفسها في قلب هذا المشهد من دون أن تمسك بزمام المبادرة.

انكماش الدور الأميركي

وفق أفريكا ريبورت، أدى تراجع الحضور الأميركي في القارة إلى تقليص المساعدات وإضعاف برامج التجارة وتشديد قيود التأشيرات، لتصبح أفريقيا أولوية متأخرة في أجندة خارجية تهيمن عليها صفقات قصيرة الأمد.

المحلل الأميركي كيرتس سميث لخّص الوضع قائلا: “أميركا أولا تعني عمليا أفريقيا أخيرا”.

محور أوراسي صاعد

الحروب التجارية التي أطلقها ترامب دفعت بكين وموسكو ونيودلهي إلى تنسيق أوثق.

  • الصين: تموّل وتبني البنية التحتية وتسيطر على معادن إستراتيجية كالكوبالت والليثيوم.
  • روسيا: توفر السلاح والطاقة وتدعم أنظمة في الساحل مقابل امتيازات تعدين.
  • الهند: توسع تجارتها واستثماراتها بخطاب “تعاون جنوب-جنوب” أقل إغراقا بالديون.

تعددية قطبية… وفرص مقيدة

يرى محللون أن تعدد الشركاء يمنح أفريقيا بدائل، لكنه يقلص هامش المناورة حين تتقاطع مصالح القوى الأوراسية. ويدفع فقدان الثقة بواشنطن القارة إلى البحث عن بدائل مثل “بريكس” وتركيا ودول الخليج، إضافة إلى تعزيز التعاون البيني الأفريقي.

ساحات التنافس

  • الساحل: نفوذ روسي عسكري يقابله نشاط اقتصادي صيني.
  • كينيا: بين الديون الصينية والاستثمارات الخليجية وسط فتور أميركي.
  • نيجيريا: ثقل سكاني واقتصادي مقيد بانعدام الأمن والديون.
  • إثيوبيا: طموحات إقليمية كبيرة تواجه هشاشة داخلية.

زيمبابوي نموذجًا

يعتمد الرئيس إيمرسون منانغاغوا على شراكات مع بكين وموسكو ونيودلهي، لكن هذه التحالفات تُستغل داخليًا كأدوات صراع بين النخب.

قارة عند مفترق طرق

بحلول 2035 سيكون ثلث شباب العالم أفارقة، وسيتجاوز سكان سن العمل نظراءهم في الصين والهند مجتمعين.

ويحذر خبراء من أن القارة قد تتحول إلى مصدر هشاشة إذا ظل الشباب عاطلين، أو إلى قوة عظمى إذا جرى الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا ضمن إطار موحّد كاتفاقية التجارة الحرة القارية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى