
إنها جريمة دولية بكل المقاييس
استهداف قادة حماس في قطرــ وهم في اجتماع رسمي للرد على مقترح أمريكي لإنهاء الحرب- يمثل قمة الإجرام الدولي، وانتهاكًا صارخًا لسيادة دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة.
هذه الضربة ليست مجرد عمل عسكري، بل جريمة إرهاب دولة مكتملة الأركان، تضرب عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على حرمة الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42].
هذه الحادثة تكشف بوضوح أن القضية الفلسطينية تُستَخدم كورقة للمساومات الدولية.
انها مؤامرة عالمية وتجارة للقضية
الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة، لا تبحث عن عدالة أو سلام حقيقي، بل تسعى لترتيبات تخدم أمن الكيان الصهيوني.
وقد جاء الرد بقتل القادة أثناء بحثهم في المقترح الأمريكي كأنّ “اغتيالهم أمنية للعالم” لتسريع تمرير المشروع.
وهنا يظهر وجه العرب الرسمي المشارك بالصمت أو التواطؤ، بينما فلسطين تُحتل بالكامل وأطفالها يموتون جوعًا والغرب يمدّ إسرائيل بالسلاح.
ما يجري ليس نزاعًا سياسيًا محدودًا، بل هو حرب صليبية جديدة بغطاء دولي، تقودها الصهيونية المسيحية متحالفة مع الصهيونية اليهودية.
لا مكان فيها للأخلاق أو القوانين، إذ تُسَخَّر المؤسسات الدولية لخدمة الكيان.
والهدف الأعمق لهذه الحرب هو الإسلام ذاته، الدين الذي يرعبهم لأنه يحمل منهج حياة متكاملًا يهدد حضارتهم المادية، ويقدم بديلًا ربانيًا ينظم حياة الإنسان في الدنيا والآخرة. (ًوَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة: 217].
إن قادة حماس ليسوا “إرهابيين” كما تصفهم الدعاية الغربية، بل هم قادة مقاومة شرعية، يقومون بفرض كفائي شرعي للدفاع عن الأرض والعرض والدين.
قال صلى الله عليه وسلم : “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد” [رواه الترمذي والنسائي].
هذا يضع المقاومة في مقام المدافعين عن الأمة، ويجعل دماءهم زادًا لطريق التحرير.
تلك هى مكانة المقاومة سجلت صفحة عز قل مثيلها فى تاريخ الإسلام بدأت وما زالت مستمرة بل ازدادت مكانتها فى النفوس أكثر وأكثر.
ورغم قوة التحالف الصهيوني ـ الغربي، فإن سنن الله في التاريخ لا تتبدل: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128].
{إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
المقاومة اليوم هي القلة المؤمنة الصابرة التي تعتصم بالله، وقد وعد الله أن يجعل لها الغلبة متى صدقت: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
“رسالة إلى الأمة”
على المسلمين أن يفيقوا من الغفلة، وألا يكتفوا بمتابعة الأخبار أو الشجب اللفظي. فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية الأمة كلها.
وكل مسلم مكلَّف بدعمها بماله ودعائه وصوته وعمله.
العودة الصادقة إلى الله هي طريق النصر، وهي وحدها التي تحقق للأمة الفوز في الدنيا والآخرة. ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: 11].
الخلاصة: الضربة في قطر ليست حدثًا عابرًا، بل محطة كاشفة لطبيعة الصراع: صهيونية يهودية ومسيحية تتحرك بخطى مدروسة لتدمير الإسلام، وأمة مخدّرة تنتظر لحظة الإفاقة.
وحينها، لن يجد المجرمون موطئ قدم، وستعلو كلمة الله ويختفي أثر الظالمين.