رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: لا نصر على حماس دون خطة سياسية لمستقبل غزة

اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، أن هزيمة حركة “حماس” غير ممكنة دون خطة سياسية واضحة تحدد مستقبل قطاع غزة لما بعد انتهاء الحرب.
تحذيرات وسط الاستعدادات لعملية “عربات جدعون 2”
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، إن مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة تحتشد قرب غزة استعدادًا لعملية “عربات جدعون 2”، بهدف استعراض القوة والضغط على حماس وطمأنة الإسرائيليين.
وأضافت الصحيفة أن زامير حذر مرارًا من أن النصر غير مرجح دون خطة سياسية لما بعد العملية.
السلامة قبل السرعة
إلى جانب المخاطر التي تهدد الأسرى الإسرائيليين في غزة، شدّد زامير في النقاشات الأخيرة على مبدأ السلامة قبل السرعة، لتفادي الوقوع في فخاخ حماس داخل الأزقة والأنفاق.
وأكثر ما يُحبطه – بحسب الحاضرين – هو تردد نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش في اتخاذ قرار طويل الأمد يتعلق بمستقبل القطاع.
غياب القرار السياسي
وقالت الصحيفة: “من دون قرار كهذا، ستنتهي هذه المناورة كسابقاتها، حيث تتلاشى مكاسب الجنود يومًا بعد يوم مع إعادة تنظيم حماس”.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي سينفذ أي قرار سياسي، سواء أكان حكمًا عسكريًا إسرائيليًا مباشرًا على مليوني فلسطيني، أو إدارة بقيادة عربية برعاية أمريكية، أو نقلًا تدريجيًا للقطاع إلى السلطة الفلسطينية بعد القضاء على حماس.
أما المقترحات الأخرى – مثل تسليح عشائر غزة أو تشجيع الهجرة – فقد فشلت بالفعل.
تدريبات قتالية جديدة
كشفت الصحيفة أن الجنود تدربوا مؤخرًا في قاعدة تساليم جنوب إسرائيل على أساليب جديدة، منها تدمير المباني دون دخولها، وتجنب الانكشاف الفوري أثناء الكمائن، والتقدم عبر الأنقاض التي يستخدمها مقاتلو حماس كغطاء.
وأضافت: “كاد رئيس الأركان أن يتوسل القيادة السياسية: قرروا ما يجب فعله بغزة، إن إرسال الجنود مرارًا وتكرارًا إلى الأحياء نفسها للقتال الدائري ثم إلقاء اللوم على الجيش لفشله في هزيمة حماس لن يحقق النصر ولن يعيد الرهائن”.
استمرار العمليات البرية
وأشارت الصحيفة إلى أن قادة الألوية والكتائب في غزة يعتقدون أن الجيش سيضطر لمواصلة العمليات البرية ضد حماس لسنوات للحفاظ على مكاسبه، لكن القرار الاستراتيجي النهائي يبقى بيد نتنياهو.
خلفية العملية
في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، أطلق الجيش الإسرائيلي عدوانًا باسم “عربات جدعون 2” لاحتلال مدينة غزة بالكامل، ما أثار موجة انتقادات واحتجاجات داخل إسرائيل خشية على حياة الأسرى والجنود.
وتقدّر تل أبيب وجود 48 أسيرًا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10,800 فلسطيني يعانون من التعذيب والإهمال الطبي، ما أدى لوفاة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
موقف حماس من ملف الأسرى
أكدت حركة حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. لكن نتنياهو – المطلوب للعدالة الدولية – يواصل التمسك بخيار احتلال غزة.
إبادة جماعية مستمرة
وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت حتى الآن 64,718 شهيدًا و163,859 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 411 فلسطينيًا بينهم 142 طفلًا.