المركز الثقافي المصري بإسطنبول يهنئ المصريين بالعام المصري الجديد 6267

د. أيمن نور يكتب
باسم المركز الثقافي المصري بإسطنبول، التابع لـ”جمعية الشرق للثقافة والإعلام”، نتقدم بخالص التهنئة إلى الشعب المصري العظيم بمناسبة حلول العام المصري الجديد 6267، الذي بدأ في الحادي عشر من سبتمبر، قبل يومين، وفق التقويم المصري الأقدم في التاريخ الإنساني.
هذا التقويم، الذي وضعه أجدادنا قبل أكثر من ستة آلاف عام، لم يكن مجرد وسيلة لعدّ الأيام، بل فلسفة حضارية تربط بين دورة الزمن ودورة الحياة: الفيضان، البذر، الحصاد. وبذلك غدت مصر أول من علَّم العالم أن الزمن ليس أرقامًا جامدة، بل مواسم عطاء وحكمة وتجدد.
نؤكد أن الاحتفال بالعام المصري الجديد لا يتعارض مع احتفالاتنا بالعام الهجري أو الميلادي، بل يُكملها ويثريها، فهو احتفاء بجذورنا الممتدة في أعماق التاريخ، واعتراف بأن هويتنا المصرية متعددة الروافد، لكنها ضاربة في الجذور، متصلة بخط واحد من آلاف السنين حتى اليوم.
ولعل ما يبرر أهمية هذا الاحتفال أن الدراسات الجينية الحديثة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن المصريين المعاصرين هم الامتداد الطبيعي لأجدادهم القدماء:
- في القاهرة تَبيَّنت سلالة E-M78 بنسبة 53%، وفي الإسكندرية والدلتا E-M35 بنسبة 65%، وفي الصعيد E-M35 بنسبة 68%، وفي أسوان E-M78 بنسبة 60%، مع نسب متفاوتة لبقية السلالات.
- هذه النتائج تنفي الأساطير التي رُوِّجت عن أصول يونانية أو رومانية أو قحطانية أو إفريقية، وتؤكد أن المصريين اليوم هم أبناء مصر القديمة، وأن اختلاف الملامح أو ألوان البشرة ما هو إلا انعكاس لعوامل بيئية وتنوع جيني داخلي.
نستخلص من ذلك حقيقتين جليتين:
- أولاً: أن المصريين يحملون استمرارية جينية وثقافية منذ أجدادهم بناة الأهرام ومعلمي البشرية.
- ثانيًا: أن وحدة الهوية المصرية لا تعرف فواصل بين مسلم ومسيحي، أو شمالي وجنوبي، بل تذوب كلها في نهر واحد من الانتماء العميق.
وبهذا يصبح احتفالنا بالعام المصري الجديد أكثر من مجرد مناسبة زمنية؛ إنه إعلان حيّ عن الصحوة المصرية، عن الهوية المصرية، عن أننا لم نفقد خيوط التاريخ، ولم ننقطع عن جذورنا، بل نحن امتداد حيّ لحضارة علمت الدنيا كيف يُقاس الزمن، وقادرة اليوم أن تُعلمها من جديد كيف تُقاس الكرامة، وكيف يُبنى المستقبل على ضفاف الأمل لا على أطلال الخوف.
المركز الثقافي المصري – إسطنبول
التابع لجمعية الشرق للثقافة والإعلام
رئيس مجلس إدارة جمعية الشرق:
د. أيمن نور
13 سبتمبر 2025