بيان حزب غد الثورة الليبرالي المصري حول الأوضاع في سوريا ودعوة لرفع العقوبات ودعم المرحلة الانتقالية

انطلاقًا من إيماننا العميق بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ودعمنا المبدئي لثورات الحرية والكرامة، يعبّر حزب غد الثورة الليبرالي المصري عن موقفه من التطورات الجارية في سوريا، وتجربة قيادتها الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
نصّت المادة (1) من ميثاق الأمم المتحدة على حق الشعوب في تقرير مصيرها، وأكدت على ضرورة احترام العدالة والقانون الدولي. كما جاء في المادة (21) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن “إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكم”. وبالاستناد إلى هذه المبادئ، يرى الحزب أن الثورة السورية تعبير مشروع عن إرادة شعب يسعى للخلاص من استبدادٍ استمر عقودًا.
إن الشعب السوري قدّم أثمن التضحيات في مواجهة حكم استبدادي طويل، ولا يجوز أن تتحول هذه التضحيات إلى عبءٍ جديد على أي قيادة تحاول أن تلتقط خيط الخلاص.
الرئيس أحمد الشرع، رغم كل الملاحظات والتحفظات، ورث دولة مُثقلة بالخراب: اقتصاد مُنهك، خزينة فارغة، موارد طبيعية محاصرة، ومجتمع ممزق بسياسات ممنهجة من حافظ الأسد وبشار الأسد.
التحديات أمامه جسيمة: من صراع الساحل، إلى احتجاجات السويداء، إلى القضية الكردية، إلى الوصاية الروسية والإيرانية، إلى الضغوط الأمريكية والأوروبية، فضلًا عن بقاء إسرائيل عنصر ابتزاز دائم. وإلى جانب ذلك، يقف شعب يحتاج إلى الخبز والدواء قبل أي وعود كبرى.
في هذا السياق، يرى الحزب أن رفع العقوبات خطوة واقعية، ولا تعني تفريطًا في المبادئ، بل تطبيقًا لما نصت عليه المادة (55) من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر استخدام العقوبات كوسيلة لمعاقبة الشعوب وتجويعها. إن استمرار العقوبات الجماعية يخالف اتفاقيات جنيف الأربع (1949) التي تجرّم العقوبات التي تُلحق الأذى بالمدنيين وتضر بحقهم في الغذاء والدواء.
الحزب يؤكد أن دعم الثورة السورية لا يعني تفويضًا مطلقًا لأي قيادة، لكنه يعني إيمانًا راسخًا بأن الشعب السوري يستحق فرصة جديدة، وأن التجارب الانتقالية في العالم أثبتت أن الشعوب قادرة على تجاوز الماضي حين تُمنح فرصة عادلة.
وعليه، فإن حزب غد الثورة الليبرالي المصري:
- يعلن تأييده المبدئي للثورة السورية كخيار تاريخي للشعب، انسجامًا مع نصوص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المادة 25).
- يعرب عن دعمه للرئيس أحمد الشرع، باعتباره قائدًا في مرحلة انتقالية شديدة التعقيد، مع دعوته إلى الالتزام بمسار دستوري ديمقراطي واضح.
- يدعو المجتمع الدولي إلى الكف عن سياسة العقوبات الجماعية التي تتعارض مع المادة (33) من اتفاقية جنيف الرابعة.
- يحذر من أن تجاهل معاناة السوريين سيؤدي إلى تداعيات إنسانية وإقليمية خطيرة، تهدد الأمن والسلم الدوليين، في خرق صريح لمقتضيات المادة (24) من ميثاق الأمم المتحدة التي تلزم مجلس الأمن بحفظ السلم.
ختامًا، يجدد حزب غد الثورة الليبرالي المصري إيمانه بأن سوريا، رغم كل الجراح، قادرة على أن تنهض من تحت الركام، إذا مُنحت فرصة عادلة، وإذا توقفت القوى الكبرى عن التعامل مع معاناة شعبها كأداة للمساومة السياسية.
رئيس الحزب
د. أيمن نور
13 سبتمبر 2025
اللقاء الأول مع الرئيس السوري عبر الإخبارية السورية الرسمية