مقالات وآراء

هشام توفيق يكتب: رسالة ضربة قطر..التطبيع مع رجال الأنفاق ملاذ وأمن

الضربة الفاشلة
إدانات انهزامية
ما المطلوب؟
شرطي المنطقة.. التطبيع مع القوي ورجال الأنفاق أولوية، خيار الحسم الميداني، خيار الأنظمة والتطبيع الجديد.

في الوقت الذي تنجز فيه المقاومة في غزة أشد المعارك بفخاخ وتصفيات للجنود الصهاينة في مهجع دبابات الجيش الصهيوني وفي القدس، فإن الكيان الصهيوني يجنح إلى بوابة الاغتيال خارج غزة، كبوابة ليخرج نفسه من ورطة فضيحة غياب النصر المطلق الذي يقابله إنجازات لرجال الأنفاق بالجملة، يقتلون جنود الاحتلال وكأنهم حيوانات في ضيعة أو مزرعة وهو ما صرحت به أمس صحيفة معاريف الصهيونية.. لكن فشل الاغتيال لوفد قطر من حماس يستخلص منه عدة عناوين :

الضربة الفاشلة

-هذه أول ضربة فاشلة للاحتلال التي لم تحقق المطلوب من الاغتيال لقادة حماس، وهو أمر دافع للكيان لمراجعة الخطأ بل الإرباك والتشتت، لكنها صفعة قوية من قادة حماس لأنها بدأت تستفيد من الماضي وتتجاوز الفخاخ، وهي صفعة للغدر علما أنه في أساسيات التفاوض لا يغدر طرف مفاوض بطرف مفاوض، لكن الكيان غير قواعد اللعبة وبات جبانا منهزما حتى في طاولة التفاوض، ولم ينجح لتحقيق صيده الثمين كما حققه في لنبان وإيران من اغتيالات، هذه إشارة إلى تقدم كبير في استخبارات حماس خارجيا، لكنها رسالة لقادة حماس في باقي الدول للحذر.

هذه الضربة الفاشلة هي علامة انحشار نتياهو في الزاوية بخطط فاشلة في غزة، كان عليه كما ذكر بعض المفكرين والعسكريين الصهاينة بانتهاز فرصة ضربة إيران رفقة أمريكا ونهايتها للإعلان عن الانتصار بإنجازات تتوج بصفقة، لكن الاحتلال استمر في المعركة، وكان يعلم أن القوة القاسية والشوكة القوية هي المقاومة ورجال الأنفاق في غزة، هم أشد قوة في المنطقة، ولم يتجرأ أحد على إحداث ثقب سبعة أكتوبر وطوفان مثل رجال الأنفاق.. وتأخر نتياهو في الإعلان عن النصر المزيف حسب رواية العسكرييين الصهاينة وأن التأخر سيسقط الجيش في فخ الإنهاك وفي ثغرات وأخطاء كبيرة لصالح المقاومة..

إدانات انهزامية

-شهدنا إدانات من دول عربية مطبعة عن حدث قطر واختراق سيادتها وكانت البيانات كما العادة لطيفة في قمة الهدوء، لكنها لم تحتج عن استهداف قادة حماس وهم لفيف من قادة المنطقة بل وعمادها، والسبب لأن نتياهو بعد شهرين من سبعة أكتوبر أرسل رسالة شديدة للأنظمة العربية أمام القنوات والشاشات أن الأنظمة العربية مهمتها في هذه المعركة السكوت والخضوع.. بل هناك دول عربية أدانت اختراق سيادة قطر بعد حدث محاولة اغتيال وفد حماس، ولم تدن اختراق سيادتها مخافة وصول الاغتيال لجغرافيتها وقصورها وجحورها..

ما المطلوب؟

-إن حدث محاولة اغتيال الوفد أو حدث ضربة قطر دون ردة فعل من الأنظمة، سيجعل الكيان أكثر احتقارا للحكام والعرب، هم في قمة التطبيع والخضوع والإهانة، لكن كان المطلوب من العرب الاجتماع في قمة عربية والوزراء الخارجية على الأقل لتدارس هذا الوضع الخطير، أو على الأقل محاسبة أمريكا التي عقدت صفقات كبيرة لحماية قطر ودول الخليج خصوصا، مقابل تطبيع مع الكيان، بل دفعت دول المنطقة تريليونات من أجل عقد اتفاقيات ابراهام تطبيعية أمنية واستخباراتية وعسكرية لحماية أمن المنطقة ودول الخليج خصوصاً، لكن في الأخير الشرط الذي فرضته أمريكا على الخليج لتقديم الحماية وهو شرط التطبيع مع الكيان( ليكون الكيان شرطي أمن في المنطقة عوض أمريكا) كان شرطا مزيفا، بل المشروط فيه وهو الشرطي الأمين وهو الكيان صار هو العدو الذي احتل لنبان وضرب اليمن واخترق السويداء وسوريا، واخترق مصر وسينا، واخترق قطر، وهدد باحتلال المنطقة وتوسيع الرقعة لصناعة ما تسمى عندهم (مملكة يهودا الكبرى) بشهادة نتياهو أمام الشاشات فماذا بقي ؟ ..

شرطي المنطقة.. التطبيع مع القوي ورجال الأنفاق أولوية

-كان من المطلوب من الأنظمة العربية لحماية أمنها التعلق بالقوي لا الضعيف الدخيل في المنطقة، القوي استراتيجيا في المنطقة هو الذي ضرب الاستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية ودعم الأساطيل ومستودعات أروبا، القوي هو الذي ينهك الآن الجيش الصهيوني ودباباته بأبسط الأسلحة والخطط والفخاخ، القوي هو من أفشل خطط تكالب الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني وأمريكا لتصفية رجال الأنفاق.. إذن هؤلاء هم الأقوى من صمدوا وجعلوا الشارع الصهيوني يتفكك وعقلهم السياسي سينقسم، وجعل العالم يتحرك ويدعم ويقوض الرواية الصهيونية.. إذن كان من الضعيف العربي الخليجي الاستنجاد بالقوي العربي الأمين وهم رجال الأنفاق لإنقاذ الخليج والمنطقة من العدو الحقيقي، وهو الكيان الذي انقلب على اتفاقيات التطبيع.
كان من المطلوب الثقة في الرجال لا في الحثالة، كان من الممكن دعم رجال الأنفاق بالجيوش والسلاح بدل توظيف ذلك ضد الشعوب وحصارها، بل ودعم الكيان الصهيوني.. كان من المطلوب منطقيا التطبيع مع القوي وهم رجال الأنفاق لا مع التطبيع مع الذي يستنجد بأمريكا والغرب لينقذه من ثلة من الشباب أربكوا كبرى المدارس العسكرية في العالم، رجال الأنفاق هم صفة الشرطي القوي في المنطقة، الحامي للسعودية من الاحتلال والحامي لقطر من غدر الصهيونية، والحامي لسوريا من تغولات واختراقات، والحامي للأردن وشعبها وحكومتها، الحامي للعراق والكويت وكل دول الخليج والشعوب لماذا؟ لأن الصهيونية غول وسرطان حين أعلن نتياهو أن دولته هي مملكة كبيرة واسعة وسط المنطقة، إذن الاحتلال واضح في توسعه وطمعه، فهل ستكون الأنظمة سجادة تمهيدا للاحتلال والدخول المباشر وتصفية الشعوب العربية والإسلامية أم أن الأنظمة ستستيقظ وتطبع مع الشرطي الحقيقي الأمين المحقق للأمن في المنطقة وهم رجال الأنفاق. كانت سبعة أكتوبر مواجهة من رجال الأنفاق وعملية إنقاذ مستقبل غزة وفلسطين والمنطقة، وضربة الطوفان كانت في خلد رجال الأنفاق لإضعاف الكيان، وفضح مثالبه وأطماعه، وإزالة هذا الاحتلال لتعيش المنطقة في سلام.
لا سلام دون تطبيع مع رجال السلام والأنفاق ليحققوا النصر على السرطان الصهيوني ..

خيار الحسم الميداني

هناك سؤال مهم وهو ما مصير غزة والتفاوض بعد هذه العملية التي قتلت التفاوض؟ أظن أن خيار رجال الأنفاق سيبقى دوما هو الحل الميداني هو الحاسم في المعركة، سيكون التركيز أكبر هذه المرة على تحقيق إنجاز وصيد ثمين في غزة بأسر جديد.
نعم الحل الميداني في غزة هو دوما الخيار الأنسب لتقديم صفعة كبيرة للجيش الصهيوني وإدخاله في صدمة جديدة تفضي إلى تفاوض جديد ضاغط، أما مسار التفاوض فإنه تعرض لنكسة كبيرة بل عاشها قبل وزادت النكسة بعد ضربة قطر، هذا لا يعني أن رجال الأنفاق لا خيارات لهم ولو قبل ضربة قطر، فهم أرباب عقل وتخطيط استراتجي ويفقهون كيف تدور المعارك لا أن ينقادوا إليها دون تخطيط متقن..

خيار الأنظمة والتطبيع الجديد

أربع دول عربية في أقل من 24 ساعة يتم قصفها والكيان يتباهى ويستبيح عواصم العرب بلا ردع، بينما يكتفي حكامهم ببيانات القلق والإدانة.
هذه الأنظمة العربية المطبعة وبضربة قطر ستنتظر الدور وستكون أكثر خضوعا وهلعا، مما يجعل التطبيع أسرع في الاستجابة والاختراق والتخريب والفساد في الشعوب، لذلك ينبغي التنبيه إلى هذا المسار الصهيوني المدمر للشعوب بتنسيق مع الأنظمة التي ترغب أولا في تصفية شعوبها لتبقى على العرش، بل ضربة قطر هي رسالة للأنظمة بأن الكيان الصهيوني تحول من مطبع للاعتراف بالكيان الصهيوني وتحقيق السلام، إلى مطبع دموي يريد الحرب على الشعوب والمنطقة للانتقام منها عن طريق استراتجية (تغيير نظام المنطقة)، فلا مناص للصهاينة من تغيير الشعوب حتى لا تتحول لغول ومارد مستقبلي مهدد للأنظمة العربية ومهدد للكيان الصهيوني..

ختاما

بالمنطق أقوى قوة في المنطقة هي من أربكت التكالب الصهيوني والأمريكي والغربي هي قوة رجال الأنفاق لماذا الخليج لا يطبع معهم؟ لحمايتهم، ضربة قطر هي ضربة وحرب على الخليج والحل في نظري التطبيع مع الحامي الحقيقي للمنطقة والقوي رجال الأنفاق وفسخ عقد القران مع الاحتلال. قطر أول دولة في مجلس التعاون تستهدف من الكيان ما الرسالة وأين هو التطبيع وصفقة القرن وصفقة ابراهام واتفاقيات أمنية وعسكرية مع الكيان الصهيوني وقمة النقب وقمة الرياض وقمة العقبة لحماية الخليج من بعبع مزيف هو إيران وما يسمى في نظرهم الإرهاب هل تبخر كل شيء؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى