مقالات وآراء

ماهر المذيوب: بعد 78 يومًا من الهجمات… لا شيء تغيّر في قطر، وكعبة المضيوم ثابتة

ماهر المذيوب، عضو مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية عن دائرة الدول العربية وبقية دول العالم، ومساعد رئيس المجلس للفترة النيابية 2019–2024، استعرض في مقال تحليلي إنساني وعميق، ما عاشته قطر وشعبها والمقيمون على أرضها خلال 78 يومًا من التهديدات والهجمات الصاروخية الإيرانية والإسرائيلية، مؤكدًا أن “لا شيء تغيّر في قطر”، وأن البلاد أثبتت صمودًا استثنائيًا، وقيادة حكيمة، ومجتمعًا متماسكًا لا يُفرّط في الأمن ولا الكرامة.

78 يومًا من الخطر… والثبات القطري لم يتزحزح

من 23 يونيو إلى 09 سبتمبر 2025، عاشت قطر والقطريون والمقيمون فصلًا غير مسبوق، بين هجوم إيراني مفاجئ وقصف إسرائيلي غادر.
يقول المذيوب:

“زلزلت الأرض تحت وقع المدافع، وبلغت القلوب الحناجر، ومع ذلك، لم تتغير ملامح الحياة في قطر.”
الماء لم ينقطع، الكهرباء لم تتوقف، الإنترنت يعمل، إشارات المرور منضبطة، المدارس والمستشفيات تعمل بكامل طاقتها، ولا طوارئ، ولا حملات تفتيش، ولا حالة ذعر.
لم يغادر القطريون إلى الحدود، ولم يتجه المقيمون إلى المطار. الأمن النفسي والشعبي بقي صامدًا.

1. الإنسان القطري… على الفطرة والصبر

القطري، كما يصفه المذيوب، ليس ملاكًا ولا شيطانًا، بل إنسان صادق، عروبي، خليجي، مسلم على الفطرة، عاش الضنك فصبر، ويعيش الطفرة فلا يبطر.
ويضيف:

“داخل كل قطري مخافة من الله، لا يخاف بعدها من أحد.”

2. تراث الشيخ جاسم… مفتاح فهم الشخصية القطرية

يرى المذيوب أن فهم وجدان القطريين يبدأ من قراءة شعر وسيرة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، المؤسس الذي عبّر عن مزيج من القوة والمسالمة والصدق والعدل، وكان يقول:

“جنحت للسلم لا مذلة… وعاملت بالصدق والنقا.”

3. الشيخ تميم… قصة حياة مع شعبه

علاقة الشيخ تميم بشعبه علاقة فريدة يصعب على المراقبين تفسيرها.

“والده سُمّي بدفّان الفقر، أما تميم، فحمل صخرة التحديات: كورونا، الحصار، الهجمات، والتآمر،”
ومع ذلك، لم يكن حاكمًا بعيدًا عن الناس، بل يُشاركهم الملمات، يقف على سرير المريض، ويحضر في العزاء والفرح.
قال تميم:
“اللهم اجعلنا من الذين تحبنا شعوبنا ونبادلهم حبًا بحب.”

4. قطر… كعبة المضيوم

أكد المذيوب أن من يعتقد أن قطر بلد مفتوح بلا قانون فهو واهم.

“قطر دولة تُطبّق الإجراءات بدقة، وتحترم قوانين السفر والعبور، لكنها وفية لإرثها: كعبة المضيوم، لكل محتاج، دون أن تُفرّط في سيادتها أو أعرافها.”
لذا تجد تحت خيمتها قوميين، بعثيين، إسلاميين، ليبراليين، مسيحيين ومسلمين… يجمعهم القانون، وتظللهم العدالة.

5. قطر… عاصمة الدبلوماسية العالمية

لا تبحث قطر عن زعامة وهمية، بل بنت دبلوماسية عاقلة منذ عقود، تحفظها من تقلبات الفصول في العلاقات الدولية.
واختارت أن تكون وسيطًا للسلام، لا أداة للحرب، لكنها في الوقت ذاته تدافع عن أمنها القومي وثرواتها بقوة ووعي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى