فلسطين تدين قرار الاحتلال الاستيلاء على أجزاء من الحرم الإبراهيمي وتدعو لتدخل دولي عاجل

رفضت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، مساء الاثنين، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على أجزاء من المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، واعتبرته “تعديًا سافرًا” على صلاحياتها ومكانة الحرم التاريخية والدينية.
وأوضحت الوزارة في بيان أن القرار الذي يشمل استملاك 288 مترًا من سقف الباحة الداخلية للحرم، يهدف إلى “إتاحة المجال للمستوطنين لممارسة انتهاكاتهم اليومية داخله”، مؤكدة أن وزارة الأوقاف هي الجهة الوحيدة صاحبة الصلاحية في الترميم والإصلاحات، وأنها لن تسمح بالانتقاص من هذه الحقوق أو التعدي عليها.
وأضاف البيان أن الحرم الإبراهيمي الشريف “مُدرج على قائمة التراث العالمي” لدى اليونسكو، التي شددت على عدم تغيير معالمه، معتبرًا أن القرار الإسرائيلي يمثل محاولة لفرض سيطرة كاملة على الحرم بعد تقسيمه زمانيًا ومكانيًا منذ عام 1994.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وعلى رأسها اليونسكو بالتدخل الفوري لوقف هذا الإجراء الذي وصفته بـ”الخطير”، محذرة من مساعي الاحتلال لطمس الهوية الدينية والتراثية الإسلامية للمكان.
من جانبه، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن “الاحتلال يدخل منحى متصاعدًا في استهداف الأماكن الدينية بما يخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية”.
ويُذكر أن لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو أعلنت عام 2017 إدراج الحرم الإبراهيمي كموقع تراثي فلسطيني، فيما يقيم نحو 400 مستوطن في البلدة القديمة من الخليل تحت حماية 1500 جندي إسرائيلي.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصاعدًا في اعتداءات الجيش والمستوطنين، متوازيًا مع حرب الإبادة المستمرة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن 64,905 شهيدًا وأكثر من 164,926 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة المئات بينهم 145 طفلًا.