أزمة عقارية محتملة في دبي… هل تقترب الإمارات من شبح الإفلاس؟

تشهد دبي طفرة عقارية استثنائية جعلت قيمة المعاملات تصل إلى نحو 140 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 36.5% عن العام السابق، وفق بيانات حديثة. ورغم هذا الانتعاش، تلوح في الأفق مخاوف من احتمال تكرار سيناريو الأزمات السابقة التي أوصلت الإمارة إلى حافة الإفلاس.
صفقات قياسية ومشروعات ضخمة
من أبرز المشاريع الجديدة برج Eywa السكني المكون من 21 طابقًا من تصميم المهندس أليكس زاجريبلني، والذي يمزج بين العمارة المستقبلية والمبادئ التقليدية لـ فاستو شاسترا. بعض الوحدات في المشروع بيعت بأسعار تراوحت بين 2.7 و7.5 مليون دولار حتى قبل موعد تسليمه المقرر في 2026.
ووفقًا لتقارير بلومبرغ، سجل الربع الثاني من عام 2025 رقمًا قياسيًا ببيع 51 ألف وحدة سكنية، فيما بلغت القيمة الإجمالية للمعاملات خلال 12 شهرًا حتى يونيو نحو 73 مليار دولار، بزيادة 41% عن الفترة نفسها من عام 2024.
دور الأجانب والحرب التجارية
بدأت هذه الطفرة منذ عام 2020، مع إعادة فتح الحدود بعد جائحة كورونا، وتدفّق مشترين أجانب من المستثمرين الروس والأثرياء في عالم العملات الرقمية والهنود، إلى جانب سياسات التأشيرات الجاذبة. ومنذ ذلك الحين، ارتفعت الأسعار بنحو 70%.
هذا العام، ازدادت وتيرة النشاط العقاري بفعل الحرب التجارية التي يقودها دونالد ترامب، حيث أدى تراجع قيمة الدرهم المرتبط بالدولار إلى زيادة القوة الشرائية للأجانب. ويقول تيمور خان، مدير الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة JLL: “إنه المحرك الرئيسي للسوق… تحصل على خصم كبير، وإذا تعافى الدولار، ترتفع عوائدك عند الخروج.”
مخاطر المضاربة وتخمة المعروض
رغم الزخم، يحذّر خبراء من خطر ارتفاع العرض مع وجود نحو 250 ألف وحدة سكنية قيد الإنشاء (+30%). ويؤكد شون ماكولي، الرئيس التنفيذي لشركة Devmark، أن الأسعار المرتفعة للأراضي تضغط على هوامش المطورين الجدد، مضيفًا: “كل أسبوع تقريبًا نرى ثلاثة مطورين جدد لم نسمع عنهم من قبل… سيكون من الصعب إجراء الحسابات.”
دروس من الماضي
ليست هذه المخاوف جديدة، فقد عانت دبي سابقًا من أزمات مشابهة:
- في 2008، تسببت أزمة مشروع الأرخبيل الصناعي “العالم” في تراكم ديون هائلة على شركة دبي العالمية، ما استلزم خطة إنقاذ من أبوظبي.
- وفي 2014، واجهت الإمارة انهيارًا عقاريًا ثانيًا إثر تراجع أسعار النفط.
شراء حقيقي لا مضاربة بحتة
مع ذلك، يرى مطورون أن السوق الحالي مختلف لأنه يعتمد على مستثمرين فعليين وليس مجرد مضاربين، وأن المشاريع تستهدف سكانًا دائمين ومتقاعدين أثرياء، ما قد يقلل من احتمالات حدوث انهيار شامل.