دبي تسجل طفرة عقارية قياسية بقيمة 140 مليار دولار وسط مخاوف من تكرار سيناريو الكساد

سجل سوق العقارات في دبي قفزة تاريخية خلال عام 2024، حيث بلغت قيمة المعاملات العقارية نحو 140 مليار دولار، بزيادة قدرها 36.5% مقارنة بالعام السابق، وفق تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.
وشهد الربع الثاني من عام 2025 وحده 51 ألف صفقة بيع عقارية، في رقم غير مسبوق، فيما وصلت قيمة الصفقات خلال 12 شهرًا حتى يونيو الماضي إلى 73 مليار دولار، بزيادة 41% عن الفترة نفسها من 2024.
وتتجسد الطفرة في مشاريع عقارية فاخرة، أبرزها برج “إيوا” السكني المكون من 21 طابقًا، والذي يمزج بين التصميم المستقبلي ومبادئ “الفاستو شاسترا” الهندية التقليدية، حيث بيعت وحدات سكنية فيه بأسعار تراوحت بين 2.7 و7.5 ملايين دولار قبل اكتماله المقرر في 2026.
ويرى خبراء أن الطفرة العقارية تعود إلى عدة عوامل، منها الانفتاح السريع للإمارة بعد جائحة كورونا، وسياسات الإقامة الجاذبة، إضافة إلى تدفق المستثمرين الأجانب، خصوصًا من روسيا والهند ومجتمع العملات الرقمية.
كما ساهمت الحرب التجارية الأخيرة بقيادة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في دعم السوق، بعد تراجع قيمة الدولار وبالتالي انخفاض قيمة الدرهم المرتبط به، مما عزز القوة الشرائية للمستثمرين الأجانب.
ورغم هذا الازدهار، حذر مختصون من مخاطر “الحمّى العقارية”، إذ يجري بناء نحو 250 ألف وحدة سكنية جديدة بزيادة 30%، الأمر الذي قد يضغط على هوامش الأرباح ويعيد للأذهان أزمات سابقة مثل أزمة 2008 وأزمة 2014 التي شهدت انهيارات حادة.
لكن مطورين يرون أن دورة السوق الحالية مختلفة، إذ تعتمد على مستثمرين حقيقيين يسعون للاستقرار والعيش في دبي، وليس على المضاربات السريعة، ما يمنح السوق قاعدة أكثر استدامة.