لم تكتفِ إسرائيل بوسائل الإبادة الجماعية التي تمارسها منذ نحو عامين من قصف جوي ومدفعي وتجويع وحصار، بل أضافت إليها حربًا نفسية تستهدف إجبار الفلسطينيين على ترك مدينة غزة والنزوح إلى جنوب القطاع.

قصف مكثف وترويج للنزوح

منذ بدء العملية العسكرية في المدينة في 11 أغسطس/ آب الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه على الأبراج السكنية والمنازل ومراكز الإيواء، متزامنًا مع حملات إعلامية تزعم وجود خيام وطعام ومستشفيات جنوب القطاع، في محاولة لإقناع الفلسطينيين بالنزوح.
لكن أكثر من مليون فلسطيني بالمدينة يرفضون مغادرتها، إدراكًا منهم أن الجنوب أيضًا يتعرض للقصف العنيف ويفتقر لمقومات الحياة الأساسية.

مزاعم عبرية عن أعداد النازحين

وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة معاريف وموقع واللا، نقلت عن تقديرات عسكرية إسرائيلية أن نحو 350 ألف فلسطيني غادروا مدينة غزة نحو الجنوب.
وزعمت تلك المصادر أن إخلاء المدينة “بلغ ذروته”، فيما لا يزال نحو 650 ألف نسمة في غزة، في وقت يواصل الجيش الترويج لصور نزوح جماعي.
لكن الواقع، وفق شهود عيان ومصادر فلسطينية، يكشف أن عمليات النزوح محدودة وأن الغالبية العظمى من السكان ما زالوا متمسكين بالبقاء رغم القصف والتدمير.

أهداف الحرب النفسية

صحيفة معاريف قالت إن إطلاق القنابل الضوئية مساء الاثنين كان يستهدف “إثارة الذعر والارتباك بين السكان”، بينما تحدثت القناة 12 العبرية عن نية الجيش استغلال حالة النزوح لبدء التوغل البري المرتقب.
كما نقلت تقارير عبرية أن الجيش يشعر بـ”خيبة أمل” من أعداد النازحين، إذ كان يطمح أن يتجاوز العدد نصف مليون، تمهيدًا لتنفيذ مخطط إعادة احتلال المدينة.

سياسة التهجير والدمار

منذ 8 أغسطس/ آب، وبعد إقرار حكومة نتنياهو خطة إعادة احتلال غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي سياسة ممنهجة لهدم الأحياء السكنية.

• الهجوم بدأ بحي الزيتون جنوب شرق المدينة، مرورًا بالصبرة شمالًا وغربًا.
• خلال الأسابيع الماضية دُمّر أكثر من 3600 بناية وبرج بشكل كامل أو بليغ.
• كما دُمّرت نحو 13 ألف خيمة تؤوي نازحين، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

حصيلة الحرب المستمرة

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبـدعم أمريكي مباشر، تواصل إسرائيل حربها على غزة، والتي أسفرت عن:

• 64,905 شهيدًا.
• 164,926 مصابًا معظمهم من النساء والأطفال.
• مجاعة قتلت 428 فلسطينيًا بينهم 146 طفلًا.