مصر

ضياء رشوان: أوروبا تتجه لعزل إسرائيل.. وبريطانيا تغير موقفها

قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان إن ما يُثار بشأن قيام الكلية الملكية العسكرية البريطانية بمنع دخول وفود إسرائيلية يحمل دلالة سياسية عميقة، خاصة في ضوء التاريخ البريطاني المرتبط بتأسيس دولة إسرائيل عبر وعد بلفور، إلى جانب فرنسا التي شاركت في اتفاقية سايكس – بيكو لتقسيم المشرق العربي.

وأوضح رشوان، في حوار مع الإعلامي شادي شاش مقدم برنامج ستوديو إكسترا عبر قناة إكسترا نيوز، أن هذه التطورات تأتي بينما يجتمع قادة عرب مع عبد الفتاح السيسي، إلى جانب ممثلين من بريطانيا وفرنسا وكندا، لمناقشة قيام دولة فلسطينية. وأضاف: «قبل عامين فقط، كان مثل هذا المشهد يُعد ضربًا من الخيال، ليس حتى خيالًا علميًا، بل خيالًا تخريفيًا».

تحولات المواقف الأوروبية

لفت رشوان إلى أن أحدًا لم يكن يتصور أن تصل الأمور إلى درجة تمنع فيها دول مثل بريطانيا أو ألمانيا تصدير الأسلحة لإسرائيل، أو أن تشهد الساحة السياسية اشتباكًا علنيًا بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي. وذكّر بأن فرنسا وبريطانيا كانتا جزءًا من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وشاركتا إلى جانب إسرائيل في احتلال سيناء والتقدم حتى بورسعيد، مشددًا على أهمية عدم نسيان التاريخ.

وأكد أن إسرائيل كانت في السابق جزءًا رئيسيًا من التحالف الأوروبي قبل أن تتصدر الولايات المتحدة المشهد الدولي، بينما ما يحدث اليوم يعكس تحولًا كبيرًا في المواقف الأوروبية، مع اتجاه متزايد داخل الاتحاد الأوروبي لإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، مرجحًا أن يؤدي استمرار العدوان الإسرائيلي إلى إلغاء عدد كبير من تلك الاتفاقيات.

الموقف المصري والدولي

شدد رشوان على أن القضية الفلسطينية معقدة للغاية ولن تُحل بين ليلة وضحاها، مؤكدًا على ضرورة الوصول إلى حل عادل. وأشار إلى أن عبد الفتاح السيسي أكد منذ البداية رفض تهجير الفلسطينيين، وهو الموقف الذي تحول إلى شعار دولي تتبناه معظم الدول، باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة.

وأوضح أن المجتمع الدولي يضغط بشكل متزايد على إسرائيل بسبب ما وصفه بـ«الحمق والجنون الإسرائيلي»، مضيفًا: «نحن نسير في الطريق الصحيح رغم التضحيات الكبيرة والعدد الكبير من الشهداء، فلا توجد حكومة تتحمل مثل هذا العدد من الضحايا لأمة صغيرة يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، لكن هذا هو ثمن الحرية».

تضحيات الشعوب والاعتداء على دولة خليجية

تابع رشوان قائلاً إن تاريخ الأمم يوضح أن الشعوب الساعية للتحرر من الاستعمار والاحتلال تضطر لتحمل تضحيات جسيمة. واعتبر أن ما يحدث الآن أمر فريد من نوعه، إذ شهد العالم لأول مرة اعتداءً على دولة خليجية كاملة، ليست مجرد وسيط أو طرف مفاوض، بل دولة ذات سيادة في المنطقة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى