العالم العربيفلسطين

خبراء: عملية الاحتلال في غزة توغلات محدودة وليست هجوماً برياً تقليدياً

يرى خبراء عسكريون وسياسيون أن العملية العسكرية التي أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لا تحمل سمات الهجوم البري التقليدي، بقدر ما تعكس سياسة توغلات محدودة تهدف إلى دفع السكان للنزوح واستثمار الدعم الأمريكي لفرض وقائع جديدة على الأرض.

معضلات عسكرية واستراتيجية

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن الإعلان عن انطلاق العملية البرية يثير عدة تساؤلات مهمة، لافتاً إلى أن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي كان مكثفاً منذ الساعات الأولى، ومصحوباً بكتلة نارية كبيرة، بهدف دفع المدنيين لمغادرة مدينة غزة.

وأوضح أن العملية لا تنطبق عليها معايير الهجوم البري التقليدي، حيث لم يتم تحريك قطعات عسكرية كاملة قبل بدء الهجوم، وأن مشاركة فرقتين مع تحضير ثالثة (المدرعات 36) لا تتوافق مع الأعراف العسكرية. وأضاف أن الفرقة 98 مشاة، التي شاركت شمال غزة، سُحبت سابقاً لإعادة ترميمها، وهو ما يفسر إعلان الجيش حاجته إلى 12 ألف جندي إضافي.

تهجير قسري ومعضلة النزوح

وأشار أبو زيد إلى أن العملية تهدف بشكل أساسي إلى تهجير السكان المدنيين، موضحاً أن نحو 320–350 ألف نازح غادروا وفق إحصاءات رسمية، فيما بقي حوالي 500 ألف آخرين، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً لإدارة النزوح الجماعي، خصوصاً في منطقة المواسي التي لا تتجاوز مساحتها 10 كم²، ويقطنها حالياً مليون نازح. وحذّر من أن محاولة دفع 800 ألف نازح إضافي إليها ستجعلها منطقة طاردة وليست جاذبة.

وأضاف أن العملية تواجه معضلات استراتيجية أبرزها المعضلة الجغرافية، وتراجع زخم الهجوم، إلى جانب غياب تقديرات دقيقة حول قدرات المقاومة الفلسطينية، ما يعيق شن هجوم واسع النطاق.

نتنياهو واستغلال الدعم الأمريكي

من جانبه، قال المحلل السياسي إياد القرا إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حصل على دعم أمريكي مطلق، ويستغله لتنفيذ خططه القائمة على السيطرة على غزة. وأوضح أن انتقال نتنياهو في خطابه من الحديث عن رفح إلى غزة والمنطقة الوسطى، يعكس سياسة إسرائيلية واضحة ترمي إلى إحداث تغيير ديموغرافي عبر تهجير السكان نحو المواسي.

وأضاف القرا أن نتنياهو يسعى لاستخدام هذا التهجير كأداة ضغط على حركة حماس لإجبارها على قبول شروط استسلامية مثل نزع سلاح المقاومة أو إزاحتها عن الحكم، وهو ما ترفضه الحركة.

ورقة تفاوضية ومعركة صعبة

وأكد القرا أن المعركة داخل مدينة غزة ستكون الأصعب نظراً لكثافتها السكانية ووجود مقاومة قوية فيها، لافتاً إلى أن نتنياهو يحاول إبطاء الهجوم لإتاحة الفرصة للجيش لترتيب صفوفه، وفي الوقت ذاته إبقاء غزة ورقة تفاوضية بيده لأطول فترة ممكنة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى