
يبرز اسم مصباح العلي في المشهد اللبناني كصحفي وكاتب ومحلّل سياسي، استطاع أن يجمع بين خبرته الإعلامية ودوره كمستشار لوزير الإعلام زياد المكاري.
حضور العلي لم يعد محصورًا بالكتابة والتحليل، بل تعدّاه إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمرات وندوات داخل لبنان وخارجه، حيث تناول قضايا الإعلام والذكاء الاصطناعي والتربية الإعلامية، إلى جانب محاضرات عن حرية التعبير ودور الإعلام في زمن التحولات.
هذا الحضور يتقاطع مع نشاط ملحوظ على المستوى المحلي، خصوصًا في طرابلس ومناطق الشمال، حيث يقوم بجولات ولقاءات مع نواب وفاعليات اجتماعية.
خطوات يرى فيها مراقبون مؤشرًا على سعيه لبناء قاعدة شعبية قد تشكّل لاحقًا منصة سياسية أوسع.
مصباح العلي، الذي لا يشغل أي منصب انتخابي حتى الآن، يفضّل العمل من خلف الكواليس في صياغة الرؤية الإعلامية الرسمية ومتابعة الملفات الثقافية، من تعزيز التعاون مع مؤسسات دولية كـ”البيت الروسي” في بيروت، إلى الاهتمام بدور الشباب والتعليم في مواجهة تحديات الإعلام الحديث.
غير أن السؤال يبقى مطروحًا: هل يكتفي العلي بموقعه كمستشار وإعلامي مؤثر، أم أنّ حضوره المتزايد محليًا سيقوده إلى خوض غمار الانتخابات، سواء على مستوى النيابة أو في ساحات العمل البلدي؟
التجارب اللبنانية تظهر أنّ الانتقال من الإعلام إلى السياسة ليس أمرًا بعيد المنال، لكنه يتطلب تحالفات محلية، ودعمًا حزبيًا أو جماهيريًا، إضافة إلى موارد تنظيمية ومالية.
في المقابل، قد يختار العلي البقاء في موقعه الحالي، حيث يمزج بين التأثير الإعلامي والانفتاح الثقافي، تاركًا الباب مفتوحًا أمام تطوّر محتمل في مساره السياسي.