أحمد الشيخ يحذّر من تداعيات مظاهرات لندن ضد المهاجرين ويطالب بمعالجة إنسانية للأزمة
شهدت العاصمة البريطانية لندن، في عطلة نهاية الأسبوع، مظاهرات ضخمة شارك فيها أكثر من 150 ألف متظاهر بدعوة من جماعات يمينية متطرفة، احتجاجًا على تزايد أعداد المهاجرين. وحضر التظاهرة وفود أجنبية وقيادات من اليمين المتطرف في أوروبا، وسط مخاوف متزايدة من تنامي خطاب الكراهية والعنصرية.
تحذيرات أحمد الشيخ
وفي تعليقه على هذه التطورات، أكد الأستاذ أحمد الشيخ أن هذه المظاهرات تمثل تهديدًا مباشرًا للنموذج الحضاري الأوروبي القائم على قيم الانفتاح والإنسانية.
وأوضح أن التركيز على المهاجرين كخطر وجودي يعكس أزمة أعمق في البنية السياسية والثقافية الغربية، محذرًا من أن الانغلاق على الذات لن يؤدي إلا إلى مزيد من الأزمات.
جذور الأزمة أبعد من الأمن والاقتصاد
وأشار الشيخ إلى أن قضية الهجرة ليست مجرد ملف أمني أو اقتصادي، بل ترتبط بعمق بـ غياب التنمية والفرص في دول المنشأ، ما يدفع الملايين للبحث عن الأمان والاستقرار في أوروبا.
وأضاف أن السياسات الغربية ساهمت تاريخيًا في تأجيج هذه الأزمات عبر دعم أنظمة استبدادية ونهب موارد الشعوب، داعيًا الحكومات الغربية لتحمّل مسؤولياتها تجاه ما يجري.
فقدان الهوية ومعاناة المهاجرين
ولفت الشيخ إلى أن كثيرًا من المهاجرين يعانون من فقدان هويتهم الثقافية والشعور بالفراغ النفسي عند الاندماج في مجتمعات جديدة. وشدد على أن تجاهل هذا البعد الثقافي يزيد من معاناة المهاجرين، ويعمّق مشاعر الرفض داخل المجتمعات المستقبلة.
دعوة إلى وعي إنساني
وختم الأستاذ أحمد الشيخ تصريحاته بالدعوة إلى معالجة إنسانية واعية لملف الهجرة، بعيدًا عن خطاب الكراهية أو المزايدات السياسية، مؤكدًا أن المهاجرين فرّوا من بلدانهم طلبًا للأمان، وأن الحل يكمن في التضامن الإنساني وتقديم حلول واقعية تحفظ القيم الحضارية الأوروبية.
