الأردن: تفاعل واسع مع عملية عبد المطلب القيسي عند معبر الكرامة

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الأردن خلال الساعات الماضية موجة واسعة من التفاعل الشعبي عقب العملية المسلحة التي نفذها المواطن الأردني عبد المطلب القيسي يوم الخميس الماضي عند معبر الكرامة، والتي أسفرت عن مقتل عنصرين من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
فخر واعتزاز على “إكس”
على منصة “إكس”، عبّر العديد من المستخدمين عن فخرهم بما وصفوه بـ”الشهامة الأردنية”، معتبرين أن القيسي جسّد قيم النخوة والشرف في مواجهة الاحتلال.
- كتب أحد النشطاء أن القيسي “ذهب شهيدًا مقبلاً غير مدبر”.
- أشار آخر إلى رمزية المكان كونه يحمل اسم “جسر الملك حسين”.
- قالت الناشطة ساجدة القيسي: “ربح البيع، وطبتم في الشهداء الأحياء”.
- فيما غرّد الدكتور عبدالله الربابعة: “نحن الكرامة ونحن أبناؤها”، في إشارة إلى اسم المعبر.
كما استُحضرت رموز سابقة من الذاكرة الوطنية، حيث ذكّر بعض المعلقين بعملية الشهيد ماهر الجازي التي نُفذت قبل عام في الموقع ذاته.
نقاشات معمّقة على “فيسبوك”
على منصة “فيسبوك”، اتخذت النقاشات طابعاً تحليلياً أعمق:
- رأى نقيب الصحفيين الأردنيين السابق، راكان السعايدة، أن “نقد هذه البطولة هو انفصال كامل عن الواقع والمنطق والضمير”، محذرًا من أن الانقسام الداخلي قد يشكل ثغرة يستفيد منها الاحتلال.
- أما الكاتب والإعلامي باسل الرفايعة، فقد انتقد من وصفوا العملية بأنها “تخدم إسرائيل”، مؤكداً أن الاحتلال “يصنع الذرائع وينشرها بالمجازر”. وأضاف أن الدولة الأردنية لا يمكن تحميلها مسؤولية ردود الفعل الشعبية، مشيرًا إلى أن الموقف الرسمي الأردني الرافض للإبادة في غزة يُعتبر ذريعة أقوى من أي عملية فردية.
رمزية العملية ومكانها
ترى قطاعات شعبية أن ردود الفعل تعكس غضباً متراكماً تجاه الاحتلال وشعوراً متزايداً بالعجز أمام ما يحدث في غزة والضفة الغربية. وتكتسب العملية رمزية خاصة، نظراً لارتباط معبر “الكرامة” بذكريات تاريخية في الوجدان الأردني والفلسطيني.
تفاصيل عن المنفذ
وبحسب وزارة الخارجية الأردنية، فإن عبد المطلب القيسي (56 عاماً) كان يعمل سائقاً لنقل المساعدات إلى غزة منذ نحو ثلاثة أشهر. فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه أطلق النار من مسافة قريبة قبل أن يُستشهد برصاص قوات الاحتلال.
خلفية تاريخية
يُشار إلى أن معبر “الكرامة” – المعروف إسرائيلياً باسم “اللنبي” وفي الأردن باسم “جسر الملك حسين” – يعد نقطة عبور رئيسية للتجارة وحركة الأفراد بين الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقد شهد الموقع قبل عام عملية مماثلة نفذها السائق الأردني الشهيد ماهر الجازي، وأدت حينها إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإغلاق المعبر لمدة يومين.