حزب غد الثورة ردا علي مدبولي: تغش الحاضر فكيف نثق بك في المستقبل

تابع حزب غد الثورة الليبرالي المصري باهتمام بالغ التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس الوزراء، والتي ادّعى فيها أن مصر لم تعد بحاجة إلى برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي، وأنها تسير على “المسار السليم” للخروج من أزمتها الاقتصادية.
وإذ يرفض الحزب هذه المزاعم، فإنه يؤكد أن ما يعيشه المواطن المصري من أزمات متفاقمة يفضح زيف هذه الادعاءات، ويكشف عن انقطاع كامل بين لغة الخطاب الرسمي وحقيقة الواقع المرير.
الأوضاع الاقتصادية لم تعرف منذ عقود مثل هذا التدهور؛ فالدَّين العام تضاعف بصورة غير مسبوقة، والعجز في الموازنة بلغ مستويات تهدد استقلال القرار الوطني، وخدمة الدين تلتهم النصيب الأكبر من الموازنة على حساب التعليم والصحة والخدمات الأساسية.
أي حديث عن الاستغناء عن برامج الصندوق يتجاهل أن مصر لا تزال أسيرة التزامات قائمة لم تستوف بعد، وأن سياساتها مرهونة لشروط خارجية قاسية أثقلت كاهل الدولة والمجتمع.
معدلات التضخم ما زالت تنهش حياة المصريين رغم انخفاضها النسبي عن ذروتها، لكن الأسعار اليومية للسلع والخدمات لا تعرف سوى الصعود.
تآكلت القدرة الشرائية للطبقات الوسطى، وتعمقت الفجوة الاجتماعية حتى ظهرت شرائح جديدة من الفقر المدقع، بينما تغيب أي سياسات عادلة لحماية الفئات الأضعف أو لربط الأجور بمعدلات الأسعار.
القرارات الحكومية الخاصة برفع أسعار الوقود والكهرباء والغاز تحت ذريعة “السعر العالمي” تمثل اعتداءً مباشرًا على حقوق المواطنين في حياة كريمة.
الواقع أن الحكومة تجني أرباحًا مضاعفة من هذه الزيادات بينما المواطن يواجه سيلًا من الأعباء؛ ارتفاعًا في تكاليف النقل والإنتاج، انعكاسًا على أسعار الغذاء والدواء، وضغطًا خانقًا على ميزانيات الأسر.
مصر اليوم لا تعاني فقط من أزمة أرقام، بل من أزمة رؤية. الحكومة الحالية فقدت بوصلتها، وتحولت إلى إدارة شكلية غارقة في التبريرات والوعود، بينما الواقع اليومي يزداد قتامة.
نحن أمام سلطة تتحدث عن نجاحات نظرية بينما الناس عاجزة عن تدبير احتياجاتها الأساسية.
إن الأوضاع الاقتصادية ليست قدراً محتوماً، بل نتيجة مباشرة لسياسات فاشلة تقوم على الاستدانة المفرطة، وإهمال قطاعات الإنتاج الحقيقي، والاكتفاء بمشروعات ضخمة بلا جدوى اجتماعية عاجلة.
البديل ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية، والرؤية الوطنية، والجرأة على مواجهة الأخطاء.
بناءً على ما تقدم، يؤكد حزب غد الثورة الليبرالي المصري:
- أن مصر في حاجة ماسة إلى حكومة جديدة تمتلك كفاءة حقيقية، تنبع من إرادة الشعب، وتضع أولوية إنقاذ الاقتصاد فوق أي اعتبارات شكلية أو مصالح ضيقة.
- أن الإصلاح الاقتصادي لا يكون عبر تحميل الفقراء المزيد من الأعباء، بل عبر سياسات تعيد توزيع الموارد بعدالة، وتحفّز الاستثمار المنتج، وتدعم الزراعة والصناعة والتصدير.
- أن الشفافية الكاملة في إدارة المال العام، وإعلان تفاصيل الديون والاتفاقات، لم تعد رفاهية بل واجب وطني لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن.
- أن حماية الفئات الأكثر هشاشة، وربط الأجور بالتضخم، وضمان الحق في الصحة والتعليم والسكن، هي الخطوة الأولى لأي مسار إصلاحي حقيقي.
- أن استمرار الحكومة الحالية بنفس النهج والسياسات يمثل خطرًا داهمًا على الاستقرار الاجتماعي، ويهدد بمزيد من الانهيار الاقتصادي والسياسي.
إن حزب غد الثورة الليبرالي المصري، وهو يعبر عن ضمير المعارضة الوطنية، يرفض هذا التجميل المصطنع للأزمة، ويدعو إلى تغيير جذري في السياسات والوجوه معًا، حتى تستعيد مصر قدرتها على النهوض، ويستعيد شعبها حقه في حياة تليق بتاريخ هذا الوطن العريق.
رئيس حزب غد الثوره
د. أيمن نور
19 سبتمبر 2025