مقالات وآراء

د.عبد الفتاح طوقان : عبد الناصر الزعيم في ذكراه الخامسة و الخمسين

ايام قليله تفصلنا عن ذكرى مرور خمس وخمسون عاما على وفاة زعيم الامة العربية وقائدها الخالد جمال عبد الناصر الذي مهما مر الزمان والتوقيت و مهما بلغ الحقد عليه والاساءة اليه من زبانية الاستعمار ومروجو الاشاعات ضده يبقى نورا ساطعا في سماء الوطن العربي كما هو معروف في مصر العربية والعالم .

لقد كان عبد الناصر شوكة في حلق الاستعمار بأنواعه البريطاني والفرنسي والأمريكي ووقف شامخا في مواجهة الصهيونية مدافعا عن حقوق الإنسان في الاستقلال وحكم اوطانهم وفجر الثورات وجعل للعرب كرامة وقيمة تاريخية ورياده فما كان من الغرب المستعمر إلا أن اجتمع عليه مع فئة من الحكام العرب الرجعيون ممن زرعتهم دول استعمارية بهدف اسقاطه وتحطيم صورته الأسطورية وشعبيته التي لم ولن يحظى بها أحد غيره من العرب.

مهما قيل او اشيع فعبد الناصر وبعد كل تلك السنيين هو الحاضر الغائب بعد ان استسلم الحكام العرب ووقعوا اتفاقيات كثيرة خانعة خاضعة سيطرت فيها إسرائيل الدولة الغاصبة على مقدرات الوطن العربي واستباحت عذرية النظم والأرض والعرض دون أن يكون هناك أي اعتراض وتمددت من النيل إلي الفرات وقصفت جنوب لبنان وقطر واليمن وغيرها وابادت اهل غزة و سرقت مياه الأنهر واغتصبت فلسطين التاريخية وتحولت بعض الدول العربية التي تدور في فلك الصهيونية إلى دول حامية للكيان الصهيوني .

عبد الناصر لديه اياد بيضاء فقد انقذ مصر من فساد السلطة الحاكمة باسم الملك فاروق القادم من أصول علوية من البانيا ولا ينتمي لمصر الابية الحرة فأصبح لأول مره في تاريخ مصر من ايام الفراعنة يحكمها ابنائها من شعب مصر العظيم .

وأنقذ مصر من كارثه نقص وشح المياه ببناء السد العالي ذو الإيجابيات الهندسية الكثيرة ، وكان جمال عبد الناصر رافضا التخاذل والانصياع للبنك الدولي الذي هو اداة الاستعمار الحديث ، هذا السد الذي رفع الرقعة الزراعية الي مليون فدان والذي مع بناء سد إثيوبيا الذي يهدد مصر كان السد العالي الرديف الذي خفف من أزمة حجز المياه في إثيوبيا بكميات كبيره وحقق الامن المائي لمصر والا لتحولت مصر إلى صحراء جافه .

لم يتخذ عبد الناصر قرار الحرب عام ١٩٦٧ بل فرضت عليه الحرب لتحطيم صوره مصر وهزيمه الفكر القومي الذي كان السد المنيع امام التوسعات الاستعمارية ، بل اظهرت الوثائق طلب عملاء الاستعمار في المنطقة من حكام اتى بهم الاستعمار من امريكا تخليصهم من ناصر الامة العربية بل وساهموا في دفع نفقات حرب ١٩٦٧ و تعويض امريكا وإسرائيل بطرق مختلفة ومخفية عن تلك الحرب . ووقفوا ضده في حرب اليمن التى كانت مصر تدعم التحرر والاستقلال والثورة اليمنية وعملت الرجعية العربية والأنظمة الملكية الفاسدة انذاك على تخريب الوحدة السورية المصرية وإفشالها لانه من وجهة نظر الصهيونية يجب عدم توحيد دول الجوار العربية لفلسطين بأي ثمن كان حتى لا تهدد إسرائيل.

اما التأميمات فكانت تهدف الي تعزيز الاقتصاد الوطني المصري والاعتماد على الذات الوطنية و كما وقام ببناء مصانع الحديد والصلب بسواعد مصرية وطنية دون ادخال الاستثمارات الاجنبية التى هي جزء من السيطرة على مقدرات البلاد و سرقته تحت اسماء مبهره ودعايات كاذبه . لقد اراد بناء وطن عربي وتحريره ونهضته مما تضارب مع اهداف الاستعمار وبعض من حكام عرب يهرولون في سيرك الصهيونية الأمريكية الاستعمارية.

واليوم ها هي غزة الصمود تنتفض وتقاوم وتقاتل بمفردها ضمن صمت مخزي عربي ، تلك المقاومة الشريفة الحقة والتى فضحت زبانية الاستعمار وأظهرتهم على حقيقتهم .

سيبقى عبد الناصر زعيما تاريخيا مهما تكالب عليه الغرب واتباعه في حياته ومماته من شبه الأزلام و ستبقى مصر هي مصر العروبة و التحرر والكرامة مهما تبدل حكامها لان معدنها طيب وشعبها اصيل وناصرها جمال .

واقصد مهما بلغت كلمات التذكير بجمال عبد الناصر فأنها تظل تعبيرًا قويًا عن الرؤية التاريخية لجمال عبد الناصر ودوره في العالم العربي. يُعد عبد الناصر رمزًا للمقاومة والقومية العربية، وقد ترك إرثًا عميقًا في قلوب الكثيرين. فعلاً، كان له تأثير كبير على مجرى الأحداث في المنطقة، وبرز كقائد شجاع في مواجهة قوى الاستعمار.

واكرر هنا بناء السد العالي، وإصلاحات التأميم، ودعمه للقضايا العربية، كلها خطوات جعلته شخصية محورية في التاريخ الحديث. ومع ذلك، لا تزال العديد من التحديات قائمة في العالم العربي، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها بعض الدول.

إن الحديث عن عبد الناصر يثير الكثير من المشاعر والتاريخ، ويعكس الأمل في وحدة العرب وقوتهم في مواجهة التحديات. رحمة الله عليه، ونسأل الله أن يوفق الأمة العربية في تجاوز صعوباتها الحالية وان ينصر المقاومة الفلسطينية في غزة .

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى