مسؤولون أميركيون: حديث ترامب عن استعادة باغرام قد يعني إعادة غزو أفغانستان

أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن “استعادة قاعدة باغرام الجوية” في أفغانستان قد تُترجم عمليًا إلى إعادة غزو البلاد بعد نحو أربع سنوات من الانسحاب الأميركي الفوضوي.
وقال مسؤول أميركي إن “لا يوجد تخطيط نشط حاليًا للاستيلاء على القاعدة”، لكنه أوضح أن أي محاولة لإعادة السيطرة عليها ستكون “مهمة كبيرة”، تتطلب إرسال عشرات الآلاف من الجنود ونشر دفاعات جوية متطورة، إلى جانب جهد لوجستي ضخم لتأمين الإمدادات لقاعدة معزولة في بلد غير ساحلي.
وأشار المسؤولون إلى أن حتى بعد السيطرة على القاعدة، سيتعين بذل جهود هائلة لتطهير محيطها الواسع من التهديدات، لتفادي هجمات صاروخية محتملة على القوات الأميركية. وأضاف أحدهم: “لا أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك بشكل واقعي”.
ووفق خبراء عسكريين، فإن تأمين القاعدة سيتطلب قوة بشرية ضخمة، كما ستظل عرضة لتهديدات من تنظيم داعش والقاعدة داخل أفغانستان، فضلاً عن مخاطر صواريخ متقدمة من إيران.
وقلّل مسؤول دفاعي أميركي سابق من أهمية الميزة التي يروّج لها ترامب بخصوص قرب باغرام من الصين، قائلاً: “المخاطر تفوق المزايا”.
وكان ترامب قد قال للصحفيين، الخميس، في لندن: “نريد استعادة تلك القاعدة… إنها على بعد ساعة من المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية”.
وألمح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع حركة طالبان بشأنها، رغم أن الحركة خاضت حربًا طويلة لطرد القوات الأميركية واستعادة السلطة.
وتأتي تصريحات ترامب في وقت يجري فيه البنتاغون مراجعة لانسحاب 2021 الذي اعتُبر فوضويًا، وسط انتقادات متكررة من ترامب لسلفه جو بايدن، الذي اتُّهم بالتخلي عن القاعدة خلافًا لخطط سابقة كانت تطرح الإبقاء على قوة أميركية محدودة.
وتزامنت هذه التطورات مع محادثات أجراها مسؤولون أميركيون في كابول خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينهم مبعوث ترامب الخاص لشؤون الرهائن آدم بولر والدبلوماسي السابق زلماي خليل زاد، مع وزير خارجية طالبان أمير خان متقي، بشأن ملف الأميركيين المحتجزين في أفغانستان.