محللون: البوابات الحديدية في الضفة الغربية خطوة إسرائيلية لترسيخ الضم وتقطيع أوصال الأرض

أكد محللون سياسيون أن تصاعد إجراءات الاحتلال في الضفة الغربية عبر نصب العشرات من البوابات الحديدية على مداخل المدن والقرى، لا يقتصر على التحكم بحركة الفلسطينيين وتنقلاتهم، بل يحمل أبعادًا سياسية عميقة تهدف إلى تكريس واقع الضم وإلغاء أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متماسكة.
ياسر مناع: الضفة تحولت إلى فسيفساء من الجيوب المعزولة
قال الكاتب والمترجم للإعلام الإسرائيلي ياسر مناع إن البوابات الحديدية والحواجز المنتشرة في الضفة تجعل السيطرة على السكان والأرض أكثر سهولة لإسرائيل، مشيرًا إلى أنها لا تأتي فقط بدوافع أمنية، بل تُشكّل نظامًا متكاملًا يعيد تشكيل الحياة اليومية للفلسطينيين عبر التحكم في الحركة وتقييد حرية التنقل.
وأضاف أن الضفة الغربية باتت “فسيفساء من الجيوب المعزولة”، ما أفقدها مقومات الترابط الجغرافي والسياسي، وبالتالي أضعفت أي إمكانية لقيام كيان فلسطيني موحد.
ولفت إلى أن هذه البوابات تتحكم أيضًا في الزمان والمكان، إذ تؤخر وصول المواطنين وتفرض واقعًا زمنيًا قاسيًا على العمل والتعليم والحياة اليومية. كما تخلق بيئة طاردة اقتصاديًا واجتماعيًا، تعيق النشاط التجاري وتضعف الأسواق المحلية، فضلًا عن عزل العائلات عن بعضها وإضعاف الروابط المجتمعية.
مروان القبلاني: جزء من حرب معلنة على الفلسطينيين
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي مروان القبلاني إن ما تقوم به قوات الاحتلال هو جزء من “حرب معلنة على الشعب الفلسطيني”، تهدف إلى خلق أمر واقع جديد عنوانه فصل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض.
وأشار القبلاني إلى أن نصب البوابات الحديدية وحصار القرى يدخل في إطار الضغط على الفلسطينيين لجعل حياتهم جحيمًا ودفعهم للتفكير بالهجرة. واعتبر أن هذه المخططات الاستيطانية متكاملة بين جيش الاحتلال الذي يقطع الأوصال، والمستوطنين الذين يهاجمون المواطنين ويدمرون ممتلكاتهم، بهدف تمكين المستوطنين من الأرض وتحويلهم إلى أغلبية سكانية.
أرقام وإحصاءات مقلقة
وبحسب مركز معلومات فلسطين “معطى”، بلغ عدد الحواجز الثابتة والطيارة والبوابات الحديدية والسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، نحو 909 حواجز.
ومنها 82 حاجزًا وبوابة جديدة منذ بداية عام 2025، بالإضافة إلى نحو 247 حاجزًا أقيمت بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وخلال الأسبوعين الماضيين فقط، نصبت قوات الاحتلال 27 بوابة حديدية على مداخل قرى وبلدات فلسطينية.
آثار إنسانية خطيرة
لا تقتصر آثار هذه الحواجز على عرقلة حركة نحو 3.3 مليون فلسطيني في الضفة، بل تمتد إلى تعطيل الوصول إلى مصادر الرزق، والخدمات الصحية والتعليمية، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.