ملفات وتقارير

أحمد هلال يحلل في ورقة بحثية: قمة الدوحة تكشف عمق الانقسامات العربية حول مقترح القوة الدفاعية”

الاتفاقية الدفاعية السعودية–الباكستانية (2025): أسباب الاختيار بدلاً من مصر، تقييم شعار «مسافة السكة»، وآليات تفعيل الاتفاق في مواجهة اعتداء إسرائيلي — دراسة تطبيقية وتحليل سيناريوهاتي

سبتمبر 2025 عرض موجز من داخل قاعات الدراسة في العلوم السياسية دراسة تحليلية/سياساتية (تنسيق أكاديمي: ملخص، مقدّمة، مراجعة أدبية، منهجية، تحليل، سيناريوهات، استنتاجات وتوصيات، ومراجع)

الملخّص التنفيذي (Abstract) تقدّم هذه الورقة تحليلاً جامعًا لاتفاقية الدفاع المشتركة الموقعة بين السعودية وباكستان في 2025، وتفسير الأسباب الاستراتيجية التي دفعت الرياض لاختيار إبرام اتفاق ثنائي من هذا النوع مع باكستان بدلاً من مصر. كما تقوّم الورقة شعار «مسافة السكة» ودوره الرمزي والعملي، وتعرض سيناريوهات تشغيلية متعددة من الهجوم التكتيكي إلى العدوان الاستراتيجي المحتمل من جانب إسرائيل، وتقيّم احتمالات وآليات تفعيل بند «اعتداء = اعتداء». تختتم الورقة بتوصيات عملية لصياغة آليات تشغيلية، إدارة التحالفات الإقليمية، والحد من مخاطر التصعيد النووي.

تمهيدي: كلمات مفتاحية السعودية، باكستان، مصر، اتفاقية دفاعية، مسافة السكة، ردع استراتيجي، سيناريوهات تفعيل، إسرائيل، سياسة إقليمية، أمن خليجي.

المقدِّمة شهدت أواخر 2025 خطوة استراتيجية بارزة بتوقيع اتفاقية دفاعية متبادلة بين السعودية وباكستان، نصّت صراحةً أن أي اعتداء على أحد الطرفين يُعدّ اعتداءً على الآخر. تأتي هذه المبادرة في سياق إقليمي متقلب، توترات متزايدة في الخليج، وتفاعلات أمنية متسارعة مع تأثيرات على سياسات الردع. تطرح هذه الورقة أسئلة محورية: لماذا اختارت السعودية باكستان وليس مصر لشكل من أشكال الضمان الدفاعي الملزم؟ ما وزن شعار «مسافة السكة» عمليًا؟ وما هي آليات وتكهّنات تفعيل الاتفاق إذا تعرّضت السعودية لاعتداء إسرائيلي؟

مراجعة أدبية ومحددات نظرية تستند التحليلات في هذه الورقة إلى إطارين نظريين أساسيين:

نظرية الردع الاستراتيجي: كيف تُعيد قابلية استخدام قوة استراتيجية (بما فيها البُعد النووي) تشكيل حسابات المعتدي؟

نظرية التحالفات المُزوِّدة بالأمن: الفارق بين تحالفات سياسية رمزية وتحالفات عسكرية مُلزِمة يُحدّدها مكوّنات الصياغة القانونية، القدرات المادية، والجدوى السياسية الداخلية لكل طرف.

المراجع المنشورة حول الاتفاقات الدفاعية الثنائية تُظهر أن وجود صيغ نصّية واضحة يرفع من توقع الالتزام، وأن الشريك المزود بوسائل ردع غير تقليدية (نووية/صاروخية) يغيّر توازنات القوة والديناميكيات الردعية في المنطقة.

المنهجية اتبعت الورقة منهجًا تحليليًا تكامليًا مشتملاً على:

تحليل وثائقي لبيانات وتصريحات رسمية وتحليلات صحفية وسياسية صادرة عن مؤسسات بحثية وإعلامية.

مقارنة تاريخية-وظيفية لعلاقات السعودية مع باكستان ومصر (أبعاد عسكرية، سياسية، اقتصادية).

بناء سيناريوهاتي متعدد المستويات (من تكتيكي محدود إلى هجوم استراتيجي شامل) لتقدير آليات التفعيل والنتائج المحتملة.

تقييم مخاطر يشمل البُعد القانوني الدولي، اللوجستي، والتحركات الدبلوماسية المتوقعة من قوى إقليمية ودولية.

السياق التاريخي للعلاقات الثلاثية السعودية–باكستان: علاقة عسكرية وأمنية طويلة الأمد، اتسمت بتبادل استشارات وتدريبات ودعم لوجستي وسياسي؛ باكستان تمتلك قدرات صاروخية ونووية توفر بعدًا استراتيجياً فريداً. السعودية–مصر: شراكة سياسية وعسكرية تاريخية؛ مصر تُعد ركيزة سياسية عربية مركزية وشريكًا للأمن الإقليمي، لكن علاقاتها مع إسرائيل واعتبارات داخلية واقتصادية حدّت من إمكانية تحول «الالتزام» إلى اتفاقية دفاعية ملزمة بصيغة «اعتداء=اعتداء».

لماذا باكستان وليس مصر؟ (تحليل مفصّل) تُجمع الأسباب في أربعة محاور رئيسية: 5.1. البُعد القدراتي والاستراتيجي: باكستان قوة ذات بعد نووي ووجودها يضيف عنصر ردع استراتيجي. 5.2. المرونة السياسية والارتباطات الإقليمية: مصر لديها توازنات حساسة في علاقتها مع إسرائيل، بينما باكستان أكثر استعدادًا. 5.3. الضغوط الداخلية والقدرة على التحمل: الضغوط الاقتصادية والاجتماعية في مصر تقلل من قدرتها على قبول التزامات دفاعية مكلفة، بينما باكستان تُظهر استعدادًا سياسيًا أكبر. 5.4. التاريخ العملي للتعاون: التعاون السعودي–الباكستاني تاريخي ومستمر، بينما العلاقة مع مصر رمزية أكثر.

تقييم شعار «مسافة السكة»

الحضور الرمزي والسياسي: عزز التضامن المصري مع الخليج.

الحضور العملي: لم يُترجم إلى التزامات دفاعية ملزمة.

الخلاصة: الشعار رمزي أكثر من كونه عمليًا.

سيناريوهات تفعيل الاتفاق 7.1. سيناريو A — هجوم تكتيكي محدود. 7.2. سيناريو B — هجوم متوسط وخسائر مدنية. 7.3. سيناريو C — هجوم واسع/استراتيجي. 7.4. سيناريو D — استهداف منشآت حساسة يؤدي لأزمة إقليمية.

القيود القانونية والعملية صيغة الاتفاق قد تمنح دعماً سياسياً قوياً لكن التطبيق العسكري يحتاج إلى إجراءات تنفيذية دقيقة، مع شرعية دولية لتجنب العزلة، وجهود لوجستية لنقل القوات، مع حساب التداعيات الجيوسياسية.

الاستنتاجات

الاتفاقية تمثل تحولًا نوعيًا في الأمن الخليجي.

اختيار باكستان قائم على القدرات الردعية والمرونة السياسية.

التفعيل متدرج يبدأ بالدبلوماسية والدعم الاستخباري.

توصيات سياساتية عملية

صياغة بروتوكولات تشغيل مفصلة.

وضع ضوابط لمنع التصعيد النووي.

إشراك مصر لتقليل الاستقطاب.

خطة إعلامية ودبلوماسية.

استثمارات لوجستية ومناورات مشتركة.

أخيرا تعتمد الاتفاقية على ثبات القرار السيادي والسياسي للطرفين ومدى قدرتهم على التفعيل، خصوصًا إذا كان الاعتداء إسرائيليًا بغطاء أمريكي. هشاشة القرار السياسي هي العامل الرئيسي لنجاح أو فشل الاتفاقات الدفاعية.

مراجع عربية:

عبد الخالق عبد الله (2017). أمن الخليج في القرن الحادي والعشرين. مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

معهد الدراسات الدبلوماسية السعودي (2022). العلاقات السعودية–الباكستانية: شراكة استراتيجية ممتدة. الرياض.

عبد المنعم سعيد (2019). السياسة الخارجية المصرية: رؤية استراتيجية. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.

مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (2020). إسرائيل والتحولات الإقليمية في الخليج. القاهرة.

عبد العزيز بن صقر (2021). السياسة الدفاعية السعودية في بيئة إقليمية متغيرة. مركز الخليج للأبحاث.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى