أعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية السورية أن الرئيس أحمد الشرع غادر دمشق، الاثنين، متوجهًا إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ليصبح بذلك أول رئيس سوري يشارك في الاجتماعات منذ عام 1967.

أول حضور منذ حرب يونيو 1967

وقالت الرئاسة السورية في بيانها إن مشاركة الشرع تمثل “محطة تاريخية”، حيث لم يسبق لأي رئيس سوري أن اعتلى منبر الأمم المتحدة منذ عهد الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي (1966 – 1970).

ويعود هذا الغياب إلى الموقف المتشدد الذي اتخذته دمشق عقب حرب يونيو/ حزيران 1967، والتي خسرت فيها سوريا معظم مساحة هضبة الجولان لصالح إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، قاطعت القيادة السورية المنابر الدولية، معتبرة الأمم المتحدة منحازة لإسرائيل بفعل الدعم الأمريكي والغربي.

مرحلة جديدة بعد سقوط حكم البعث

وجاءت هذه الخطوة بعد التحولات الجذرية التي شهدتها سوريا في ديسمبر/ كانون الأول 2024، حين تمكنت الفصائل السورية من إنهاء 61 عامًا من حكم حزب البعث، بينها 53 عامًا من حكم أسرة الأسد، مما فتح الباب أمام سياسة خارجية أكثر انفتاحًا على المجتمع الدولي.

تحديات أمام القيادة الجديدة

وتزامن التحرك السوري مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان، الذي استغل حالة الفوضى بعد سقوط نظام الأسد ليستولي على المنطقة العازلة، ويعلن عمليًا انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974.

ويرى مراقبون أن خطاب الرئيس أحمد الشرع أمام الجمعية العامة سيُنظر إليه كـ إعادة تقديم سوريا للعالم، في ظل محاولات القيادة الجديدة تثبيت موقعها الدولي، وكسر عزلة استمرت لأكثر من خمسة عقود.