
تبرز أهمية التحالف عند كتلة بشرية واقتصادية ضخمة.
يضم التحالف أكثر من 650 مليون نسمة، أي ما يقارب 8% من سكان العالم، واقتصادات تتنوع بين الطاقة ( السعودية– إيران– العراق سابقًا في محيطه )، الصناعات الدفاعية ( تركيا– باكستان )، وممرات التجارة العالمية ( قناة السويس– هرمز– البوسفور ).
قوة جيوسياسية: يمتد من شرق المتوسط إلى جنوب آسيا، ما يمنح مساحة استراتيجية تشكل جسرًا بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.
مواجهة النفوذ الصهيوني– الغربي: يجمع دولًا طالما كانت أهدافًا لسياسات الاحتواء أو التفكيك بسبب ثقلها ( تركيا، إيران، مصر، السعودية، باكستان ).
“الأبعاد الاستراتيجية لهذا التحالف الخماسي: تركيا- مصر- السعودية- إيران- باكستان”
ينطلق من السيطرة على:
- أمن الطاقة والممرات البحرية:
قناة السويس: تمر عبرها 12–15% من التجارة العالمية وقرابة 30% من تجارة الحاويات.
أي تهديد أو حماية مشتركة لها يؤثر مباشرة على الاقتصاد العالمي.
مضيق هرمز: يمر منه أكثر من ربع النفط المنقول بحرًا، و20% من تجارة الغاز المسال.
المضائق التركية ( البوسفور والدردنيل ) + الموانئ الباكستانية ( جوادر ) تضيف أوراق قوة إضافية. - الردع الدفاعي والأمنى فى كل من:
تركيا: تصدير مسيّرات وصناعة دفاعية متقدمة ( صادرات Baykar بلغت 1.8 مليار دولار في 2023 ) .
إيران: إنتاج واسع لمسيّرات بعيدة المدى منخفضة التكلفة مثل “شاهد”.
باكستان: قوة نووية معلنة تمتلك نحو 170 رأسًا نوويًا حتى يناير 2024.
الجمع بين هذه القدرات يصنع مظلة ردع متعددة الطبقات ( تقليدية– تكنولوجية– قصوى ). - العمق السياسي: اتفاق بكين 2023 أعاد العلاقات السعودية– الإيرانية.
رفع التمثيل بين أنقرة والقاهرة ( 2023– 2024 ) أسس لتعاون اقتصادي وأمني .
وجود باكستان، بثقلها الإسلامي والنووي، يمنح التحالف بُعدًا أمميًا إسلاميًا.
أضف إلى ذلك أدوات مواجهة “واثقة” للمشروع الصهيوني عند النقاط التالية:
- مدوّنة أمن الملاحة: قواعد موحدة للممرات ( السويس–هرمز– الأحمر– المتوسط ) تُفرض على الشركات والدول، مع آليات تأمين وغرامات على المخالفين .
- مجلس تسليح مشترك: تصنيع المسيّرات والذخائر الذكية بترخيص متبادل، ومراكز صيانة إقليمية لتقليل الاعتماد على الغرب.
- اتحاد لوجستي– جمركي: نافذة موحدة تربط جوادر– بندر عباس–الإسكندرية– مرسين
- تسعير بديل للطاقة: ربط أسعار النفط والغاز بأنظمة دفع متعددة العملات للحد من هيمنة الدولار .
- غرفة إنذار مبكر: مركز معلومات استخباري–تجاري يدمج مراقبة الحدود والموانئ مع بيانات شركات الشحن.
“السيناريوهات”
الإقلاع المؤسس: إنشاء “مجلس قادة” و”أمانة عامة” وصندوق ممرات ( 10 مليارات دولار ) لتطوير الموانئ وخطوط السكك.
التعاون الوظيفي: يبدأ من أمن البحر الأحمر وهرمز، ثم تصنيع دفاعي محدود.
التعثر: بفعل ضغوط خارجية أو خلافات ثنائية؛ علاجه التركيز على المشروعات الملموسة منخفضة الحساسية.
“التحديات”
التناقضات التاريخية ( سوريا، اليمن، العلاقة مع الغرب ). المخاوف من سباق تسلح؛ يُدار بجعل المظلة النووية الباكستانية سياسية لا تشغيلية.
ضغوط العقوبات الغربية؛ تُواجه بتنويع التسويات التجارية وربط أمن الممرات بالنظام التجاري الدولي.
“الخلاصة”
تحالف تركيا– مصر– السعودية–باكستان– إيران إذا وُقِّع غدًا: يملك أوراق قوة نادرة ( الممرات، الطاقة، الردع النووي، العمق الجغرافي– البشري).
يشكل منصة ردع غير مباشر أمام المشروع الصهيوني عبر التحكم بالتجارة والطاقة لا بالمواجهة العسكرية فقط.
فرصته التاريخية: تحويل النفوذ الكامن إلى مؤسسات دائمة ( مدوّنة أمن ملاحة، صندوق ممرات، مجلس تسليح مشترك ).
الخلاصة السياسية: إذا كان المشروع الصهيوني يستند إلى دعم غربي مطلق، فإن هذا التحالف يقدّم أول محاولة جدية لصياغة توازن إسلامي– إقليمي مضاد يقوم على الممرات والاقتصاد والردع متعدد الطبقات.
قد يقول قائل لا بأس دعونا نحلم حلما جميلا.. ولكن لا تنسوا أن الكثير من الإنجازات الرائعة في الكون بدأت بأفكار وأحلام صغيرة آمن بها أصحابها وعملوا على تحقيقها بجد.