أحمد طعمة: الانتخابات “اصطفاء لا اختيار”.. والحل في سوريا يبدأ باللامركزية وحوار وطني جديد

قال د. أحمد طعمة، الرئيس الأسبق للحكومة السورية المؤقتة، إن القوائم الأولية لانتخابات مجلس الشعب ليست انتخابات حقيقية، بل “عملية اصطفاء” يديرها الرئيس الانتقالي واللجان التابعة له، مؤكداً أن التجربة ستفاقم الأزمات بدل أن تقدم حلولاً.
وأضاف طعمة، أن تسمية “مجلس الشعب” تعكس إرثاً سلبياً للنظام السابق، مشيراً إلى أن الثلث من الأعضاء يتم تعيينهم مباشرة، فيما يخضع الثلثان لفرز وانتقاء من لجان غير مستقلة، على غرار ما يحدث في إيران.
وانتقد طعمة ما وصفه بـ”الرغبة في إعادة إنتاج حكم مركزي مطلق”، مؤكداً أن الحل في سوريا يكمن في تبني صيغة لامركزية تمنح المحافظات دوراً أوسع في إدارة شؤونها، باعتبارها ركيزة لأي نظام ديمقراطي.
وحول الاتفاق الثلاثي الأخير في السويداء، رأى طعمة أنه لم يعالج جوهر الأزمة المتصلة بشكل الحكم، معتبراً أن الإجراءات المطروحة “تشبه خطوات بناء الثقة” التي استُخدمت سابقاً دون نتائج جوهرية.
وأشار إلى أن الشعب السوري اليوم يعيش تحولات واضحة في المزاج العام، خاصة في الأوساط المحافظة، حيث لم يعد مقبولاً استمرار النهج السلطوي نفسه بعد سقوط النظام السابق.
وأكد أن “المشروعية لا تُؤخذ من الخارج بل من الشعب”، وأن المطالب يجب أن تبقى سلمية علنية لضمان نجاحها.
واعتبر أن تجربة الائتلاف السوري كانت “فاشلة وغير ديمقراطية”، نافياً وجود نية لتكرارها بشكل جديد، مشيراً إلى أن أمراض النظام السابق انتقلت إلى المعارضة.
وختم طعمة بالتحذير من أن استمرار التفرد بالسلطة قد يقود إلى “أزمات لا تُحمد عقباها”، لكنه أعرب عن أمله في أن يفتح مؤتمر حوار وطني شامل الطريق نحو دولة مدنية ديمقراطية تحقق الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية، وهما “المطلبان الأساسيان للثورة السورية”.