بري يرد على باراك: الجيش اللبناني ليس حرس حدود لإسرائيل وسلاحه ليس فتنة

انتقد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الثلاثاء، تصريحات الموفد الأمريكي توماس باراك بشأن ملف نزع سلاح “حزب الله”، مؤكداً أن الجيش اللبناني “ليس حرس حدود لإسرائيل، وسلاحه ليس فتنة”.
وكان باراك قد صرّح في مقابلة تلفزيونية، الاثنين، أن “كل ما يفعله لبنان هو الكلام، ولم يفعل شيئاً، وعلى الحكومة اللبنانية تحمل مسؤولياتها، وتعلن بوضوح أنها ستنزع سلاح حزب الله الذي يعيد بناء قوته”.
بري: تصريحات لا تعكس الواقع
وردّ بري في بيان رسمي قائلاً إن تصريحات باراك “لا تعكس الواقع”، مشدداً على أن “الجيش اللبناني، قيادةً وضباطاً وجنوداً، هم أبناؤنا، وهم الرهان الذي نعلّق عليه كل آمالنا في حماية الوطن والدفاع عن السيادة”.
وأضاف أن “الجيش لن يكون يوماً حرس حدود لإسرائيل، وسلاحه ليس سلاح فتنة، بل سلاح لحماية السلم الأهلي”، مؤكداً أن مهامه “مقدسة”.
قرار الحكومة اللبنانية ونزاع “حزب الله”
وفي الخامس من أغسطس/ آب الماضي، قررت الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة، بما في ذلك سلاح “حزب الله”، وتكليف الجيش بوضع خطة لتنفيذ ذلك خلال شهر واحد، على أن تُنجز العملية كاملة قبل نهاية عام 2025.
غير أن القرار قوبل باعتراض من “حزب الله” و”حركة أمل”.
وفي أكثر من مناسبة، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن الحزب لن يسلم سلاحه إلا إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وأوقفت اعتداءاتها، وأفرجت عن الأسرى، وبدأت عملية إعادة الإعمار.
خروقات إسرائيلية متكررة
وتطرق بري إلى الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن العدوان “لا يستهدف فئة أو منطقة أو طائفة، بل كل لبنان”.
ودعا إلى “صحوة وطنية شاملة للتصدي لأي عدوان محتمل”، مع التشديد على أن “لبنان التزم بوقف إطلاق النار منذ اللحظة الأولى، في حين أن إسرائيل مستمرة في الخروقات والتنصل من التزاماتها”.
وطالب رئيس البرلمان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، والسماح للجيش اللبناني بالانتشار الكامل جنوب نهر الليطاني.
ملف التعويضات للمتضررين
ودعا بري الحكومة اللبنانية إلى الإسراع في معالجة ملف التعويضات للمتضررين من العدوان الإسرائيلي، محذراً من أن “التأخير في هذا الملف الإنساني السيادي له أثمان سياسية”.
خلفية الحرب الأخيرة
وكانت إسرائيل قد شنت عدواناً واسعاً على لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تحول في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة، أسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفاً.
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 بين “حزب الله” وإسرائيل، إلا أن الأخيرة انتهكت الاتفاق أكثر من 4 آلاف و500 مرة، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 276 قتيلاً و613 جريحاً، بحسب بيانات رسمية لبنانية.
كما لا تزال إسرائيل تحتل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.