تتبُّع منشأ فيديو مُفبرك منسوب للدكتور أيمن نور ..تفاصيل التحقيق، آليات التزييف، وانتشاره على منصة «إكس»

وثّق تقريرٌ متخصص من 8 صفحات رحلة مقطع فيديومفبرك منسوب للدكتور أيمن نور ظهر على منصة إكس (تويتر سابقًا) بتاريخ ٢١ سبتمبر ٢٠٢٥، وكيف انتشر عبر حسابات مؤيدة للحكومة قبل أن تُكشَف حقيقته سريعًا وتتحوّل القصة إلى نقاش عام حول مخاطر التزييف_العميق. يُظهر الغلاف (ص1) لقطة شاشة لمنشور وُسِم بوضوح بأنه «فيديو مُفبرك».
وحدّد التقرير الحساب Miro@ بوصفه من أوائل من نشروا المقطع على إكس بصياغة تُوحي بأن نور يطلب «العفو من السلطات المصرية» تمهيدًا لعودته. ثم تكررت الصياغة نفسها في منصات أخرى مؤيدة للنظام مثل «صقور لا تنام» على إنستغرام و«الجيش المصري الإلكتروني» على فيسبوك، بما يوحي بحملةٍ مُنسّقة لتوسيع الانتشار. (ص2)
وذكر التقرير أنّ حساب Miro@ يتابعه نحو ١٠ آلاف فقط، لكنه لعب دور «الإطلاق الأولي» للمقطع، كما أنه سبق أن أعاد نشر فيديو مُفبرك منسوب للمعارض محمد علي يدّعي نيّته العودة إلى مصر. (ص2–3)
وعلى الصعيد الفني، يورد التقرير ثلاث قرائن رئيسية على الفبركة:
- الصوت مُستنسخ ببرنامج الذكاء الاصطناعي ومفصول عن المشهد،
- حركة الشفاه لا تتطابق مع الكلمات،
- وجود تقطيع رقمي وإضاءة مختلفة تشير إلى دمج لقطات. (ص4) كما يتبيّن أن المادة الأصلية التي جرى التلاعب بها هي مقابلة منشورة عبر موقع رصد تتناول قضايا إقليمية، ولا تتضمن أي ذكرٍ لطلب العفو أو نية العودة. (ص4–5)
يستنتج التقرير أن جهاتٍ موالية للنظام المصري رجّحت استخدام تقنيات الزيف_العميق لتشويه صورة معارضين عبر الإيحاء بأن رموز الخارج «تابوا» ويستعدون للعودة. (ص5) وقد تخطّى منشور Miro@ ١٠٠ ألف مشاهدة في الساعات الأولى، مدفوعًا بوسوم وطنية رائجة رفعت حضوره في مصر. (ص5)
في المقابل، جاء الردّ السريع من الحسابات الرسمية للدكتور أيمن نور نافيًا صحة المقطع بسخرية لاذعة: «أجادوا تقليد صوتي حتى كدت أصفّق لهم»، ومؤكدًا أن «المضمون ملفّق» وأن العبارات المنسوبة «لم تخرج إلا من خيالٍ مريض». ساهم هذا النفي المبكر في ما تراه تراه ليس كما يبدو وتقليص مساحة انخداع الجمهور. (ص5–6)
شاركت شخصيات إعلامية ومعارضة بارزة في تفنيد المقطع؛ حذّرت شاهيناز طاهر مبكرًا من الوقوع في الفخ مؤكدة أنه «مصنوع بتقنية الـAI»، فيما قدّم أسامة رشدي سلسلة تعليقات تنتقد «العجز الدعائي» والارتهان للفبركة. (ص6–7)
يسرد التقرير «أبرز الحسابات» حسب التأثير:
— حساب د. أيمن نور: نحو ٢.٦ مليون متابع، وتصريحٌ مباشر نافٍ للمقطع.
— حساب أسامة رشدي: نحو ٢٩١ ألف متابع، انتقادات موسعة لنهج الفبركة.
— حساب شاهيناز طاهر: نحو ٢٣–٣٠ ألف متابع، تحذير مبكر من التزييف.
— حساب Miro@: نحو ١٠ آلاف متابع، نقطة الإطلاق للمقطع. (ص6–7)
هذه القائمة تُظهر أن «انتشار الفِعل» بدأ من حساب صغير ثم قُنطر عبر حسابات أوسع تأثيرًا، قبل أن تُحاصر الرواية الزائفة بنفيٍ موثّق.
وخلص التقرير في الختام إلى أن المحاولة انقلبت على مروّجيها: بدل إضعاف المعارضة، خلقت موجة سخريةٍ وغضبٍ من تسخير الذكاء الاصطناعي لترويج الأكاذيب، وأعادت التذكير بأهمية التحقق الرقمي ومهارات التربية الإعلامية لدى الجمهور. (ص6)