ترامب يهاجم الاعترافات الدولية بفلسطين ويحمّل حماس المسؤولية عن استمرار الصراع

عارض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين، وهاجم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، دون أن يوجه أي انتقاد لإسرائيل رغم استمرار عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
تصريحات ترامب في الأمم المتحدة
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث قال إن الاعتراف بدولة فلسطين يمثل “تشجيعًا لاستمرار الصراع، إذ يسعى بعض أعضاء هذه الهيئة إلى اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية، وهذا سيكون بمثابة مكافأة كبيرة جدا لإرهابيي حماس نظير فظائعهم”.
وأضاف ترامب أن هذه الخطوة ستكون “مكافأة على الفظائع المروعة، بما في ذلك أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، رغم رفض حماس إطلاق سراح الرهائن أو قبول وقف إطلاق النار”.
الاعترافات الدولية بدولة فلسطين
تصريحات ترامب جاءت بالتزامن مع إعلان 11 بلدا اعترافها بدولة فلسطين خلال الأيام الثلاثة الماضية، وهي: بريطانيا، كندا، أستراليا، البرتغال، لوكسمبورغ، بلجيكا، أندورا، فرنسا، مالطا، موناكو، وسان مارينو، ليرتفع عدد الدول المعترفة إلى 159 من أصل 193 عضوا في الأمم المتحدة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
دعوات لإطلاق سراح الأسرى
وخاطب ترامب المجتمع الدولي قائلا: “بدلًا من الرضوخ لمطالب حماس، على الراغبين في السلام أن يتوحدوا حول رسالة واحدة: أطلقوا سراح الرهائن الآن، فقط أطلقوا سراحهم”.
وتابع: “علينا أن ننهي الحرب في غزة وأن نتفاوض على السلام وإعادة الرهائن فورا. نجحنا في إعادة معظم الرهائن ونريد إعادة من تبقى جميعا ودفعة واحدة. يجب ألا نستسلم لمطالب حماس وعليها الإفراج عن الرهائن فورا”.
رد حركة حماس
في المقابل، نفت حركة حماس تصريحات ترامب، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو “المعطل الوحيد لكل محاولات التوصل إلى اتفاق”.
وقالت الحركة في بيان: “لم نكن يوما عقبة في طريق الوصول إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار، وقد قدّمنا كل المرونة والإيجابية اللازمة في هذا المسار”.
الوضع الميداني في غزة
تزامنت هذه التصريحات مع استمرار هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة منذ 11 أغسطس/آب الماضي، في إطار عملية “عربات جدعون 2” التي تضمنت قصفا مدفعيا، نسف منازل بروبوتات مفخخة، إطلاق نار عشوائي، وتهجيرا قسريا، إلى جانب توغل بري.
وفي 8 أغسطس، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيا، بدءا بمدينة غزة التي يقطنها نحو مليون فلسطيني.
أعداد الأسرى والخسائر
تقدّر إسرائيل وجود 48 أسيرا لديها حماس، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون ظروفا قاسية من تعذيب وتجويع وإهمال طبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم وفق تقارير حقوقية.
وتتهم عائلات الأسرى الإسرائيليين الحكومة بالتضحية بأرواح أبنائهم من أجل بقاء نتنياهو في السلطة.
من جهتها، أكدت حماس استعدادها مرارا لإبرام صفقة تبادل شاملة أو جزئية، غير أن نتنياهو يواصل رفض العروض، وسط اتهامات المعارضة له بتمديد الحرب للحفاظ على موقعه السياسي.
بدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربها على قطاع غزة، التي أودت بحياة 65 ألفا و382 فلسطينيا وأصابت 166 ألفا و985 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. كما أدت المجاعة إلى وفاة 442 شخصا، بينهم 147 طفلا، وفق إحصاءات فلسطينية ودولية.