مدحت الزاهد: المال السياسي وتغذية الطائفية يهددان نزاهة الانتخابات النيابية

أعرب مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عن مخاوف جدية من تدخلات مختلفة محتملة في الانتخابات النيابية المقبلة، المتوقع إعلان جدولها الزمني خلال أيام وربما في الرابع من أكتوبر، مؤكدًا أن هذا الاستحقاق يواجه تهديدات مباشرة قد تقوض نزاهته في ظل قبضة مشددة يخشى معها أن يتم تقييد أي صوت معارض.
وأشار الزاهد إلى وضع العديد من العراقيل أمام المرشحين بدءا من فرض رسوم باهظة على الترشح، وصولا إلى تقسيم الدوائر واتساعها وعدم التكافؤ بين الكتل السكانية والناخبين.
وقال الزاهد إن المناخ السياسي الراهن خانق ويثير قلقًا على مستقبل الديمقراطية، مشددًا على أن التدخلات سواء عبر ضغوط على الناخبين أو المرشحين ستجعل العملية الانتخابية طقسًا شكليا بلا مضمون، مشددا على أن هذه المخاوف ليست جديدة بل تعود إلى تجارب سابقة أثارت جدلًا واسعًا حول استقلالية الانتخابات.
وأضاف أن الخطر لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يمتد إلى المال السياسي الذي يشكل، بحسب قوله، تهديدًا كبيرًا لمبدأ تكافؤ الفرص.. موضحا أن بعض المحسوبين على النظام يستغلون إمكانيات مالية ضخمة لتمويل حملاتهم، ما يحول الانتخابات إلى ساحة نفوذ للثراء والفساد، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن هذا الاستغلال يتجاوز شراء الأصوات إلى السيطرة على الإعلام والإعلانات وإقصاء المرشحين المستقلين أو من الأحزاب الصغيرة.
كما حذر الزاهد من مخاطر التمويل الأجنبي معتبرًا أن بعض التدفقات المالية من الخارج تهدد الاستقرار الوطني وتغذي الانقسامات، مشيرًا إلى تقارير محلية ودولية تحدثت عن محاولات خارجية للتأثير على المشهد السياسي وتغذية الفتنة الطائفية وتعميق الانقسامات.
وقال إن حماية السيادة الوطنية تقتضي التصدي بصرامة على مصادر الإنفاق الانتخابي، مضيفًا أن الديمقراطية لا يمكن أن تُبنى بينما تتحول الانتخابات إلى ساحة صراع إقليمي، وسط تحريض مقلق على الطائفية والمثلية وتعميق النزعات الانفصالية داخل المجتمع.
وفي ما يخص استراتيجية حزبه، أوضح الزاهد أن التحالف سيشارك عبر المنافسة على مقاعد فردية دون الدخول في قوائم موحدة، لأن النظام الفردي يسمح بقدر من المنافسة بينما القائمة الموحدة، وفق تعبيره، تُفرض لتصنع توافقًا وهميًا يضعف التعددية.
وشدد على أن الحزب سيدعم مرشحيه مطالبا أعضاءه بدعمهم وكذلك دعم مرشحي القوى الوطنية من التيارات الاشتراكية والديمقراطية والمستقلة شاملة التيارات الناصرية والقومية، والقيادات الطبيعية غير الحزبية في المواقع المختلفة في محاولة لبناء جبهة ديمقراطية قادرة على مواجهة الاستبداد والفساد.
وختم الزاهد بدعوة القوى السياسية والمجتمع المدني للضغط من أجل ضمانات جدية للنزاهة، معتبرًا أن الانتخابات فرصة لإعادة بناء الثقة في الديمقراطية وإذا لم تُحمَ فإن الخطر سيطال الشعب بأكمله.
واحتتم الزاهد بالقول إن الانتخابات القادمة هي محطة مهمة وفرصة قد تكون أخيرة في بلد يواجه أزمات شديدة في ظل مخزون غضب متراكم، وتشكيل مجلس نيابي يمثل مختلف الفئات هو السبيل الوحيد لمجابهة التهديدات.. قائلا “آخر ما تحتاجه مصر هو مجلس نواب من الأيادي الملتهبة بالتصفيق”.