ملفات وتقارير

هل تُعيد قاعدة باغرام الصدام مجددا بين الولايات المتحدة وأفغانستان؟

في أكثر من مناسبة أكد الرئيس الأمريكي ترامب على ضرورة استعادة بلاده لقاعدة “باغرام” الاستراتيجية الواقعة شمال العاصمة كابل، والتي كانت بمنزلة رمز للهيمنة العسكرية الأمريكية في آسيا، وعلى مقربة من أكبر قوتين منافستين لبلاده، روسيا والصين.

وفي ظل إصرار ترامب للعودة إلى أفغانستان هل تنوي واشنطن خوض مغامرة عسكرية جديدة، مما يهدد اتفاق السلام الذي أنهى أطول الحروب الأمريكية (2001 – 2020). ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول امريكي أن أي جهد لإعادة السيطرة على القاعدة سيكون مهمة كبيرة.

وأوضح أن الأمر سيتطلب إرسال عشرات الآلاف من الجنود للاستيلاء على القاعدة والاحتفاظ بها، وجهدا مكلفا لإصلاحها، فضلا عن عملية لوجستية معقدة لإعادة إمداد القاعدة التي ستكون جيبا أميركيا معزولا في بلد غير ساحلي.

وأشار إلى أنه حتى بعد سيطرة الجيش الأميركي على القاعدة، سيتعين بذل جهود هائلة لتطهير المحيط الشاسع حولها وحمايته لمنع استخدام المنطقة لشن هجمات صاروخية ضد القوات الأميركية داخلها. وقال المسؤول: “لا أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك بشكل واقعي”.

وخلال الأيام الماضية، أطلق ترامب عدة تصريحات، مبدياً رغبة بلاده في العودة إلى قاعدة “باغرام”، وتوعد أفغانستان بحدوث “أمور سيئة” إذا رفضت ذلك.

كما قال في منشور له عبر “تروث ميديا” (20 سبتمبر): “إذا لم تُعِد أفغانستان قاعدة (باغرام) الجوية إلى من أنشأها، الولايات المتحدة، فإن أموراً سيئة ستحدث”.

وفي 19 سبتمبر قال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي، إنه يجري محادثات مع أفغانستان بشأن استعادة السيطرة على قاعدة “باغرام” الجوية، مشدداً على أنه “ما كان ينبغي للولايات المتحدة التخلي عنها قط”.

وفي مؤتمر صحفي مشترك (18 سبتمبر) مع رئيس وزراء بريطانيا، كير ستارمر، في لندن أكد أن موقع “باغرام” قرب الصين استراتيجي، لافتاً إلى أن هذا “سبب رغبة واشنطن في السيطرة عليها مجدداً”.

وأشار ترامب حينها إلى أن القاعدة الأفغانية “تبعد ساعة واحدة فقط من المكان الذي تصنع فيه الصين صواريخها وأسلحتها النووية”، علماً بأنه سبق أن تحدث عن رغبة بلاده في استعادة الأسلحة التي تركها الجيش الأمريكي خلال مغادرة القاعدة عام 2021.

من جانبها رفضت حكومة تصريف الأعمال الأفغانية تهديدات الرئيس الأمريكي، ودعت في بيان لها (22 سبتمبر)، الولايات المتحدة إلى الالتزام بتعهداتها وفق اتفاق الدوحة بعدم استخدام القوة أو التهديد ضد استقلال أفغانستان.

كما أوضحت في بيانها أنها أكدت للجانب الأمريكي خلال المفاوضات الثنائية، أن استقلال أفغانستان وسلامة أراضيها يحظيان بأهمية قصوى لديها، وأن سياسة البلاد الخارجية متوازنة وتسعى لإقامة علاقات إيجابية مع كل الدول على أساس المصالح المشتركة.

من جانبه نفى رئيس هيئة أركان الجيش الأفغاني، فصيح الدين فطرت، وجود أي مفاوضات بشأن تسليم قاعدة “باغرام” الجوية إلى الولايات المتحدة، بحسب موقع “الجزيرة نت”.

وطمأن فطرت، في اجتماع عُقد في كابل يوم الأحد الماضي (21 سبتمبر)، المواطنين بالقول إن التفاهم أو التنازل عن أي شبر من البلاد غير ممكن على الإطلاق ولن يحدث أبداً.

وشدد على أن أفغانستان لا تخشى أي متغطرس، مشيراً إلى أن الأفغان أثبتوا ذلك خلال 20 عاماً من جهاد الولايات المتحدة وحلفائها.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن محادثات أجراها وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، والمبعوث الخاص لترامب لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، خلال هذا الشهر، حول تمركز قوة أمريكية صغيرة في “باغرام”، لافتة إلى أنها “ما تزال في مراحلها المبكرة”.

وتبعد القاعدة عن كابل قرابة 50 كم شمالاً، وأسست في خمسينيات القرن الماضي، وتحولت إلى مركز للعمليات العسكرية السوفييتية من 1979 وحتى 1989، ثم استولت عليها الولايات المتحدة في 2001، وتحولت إلى أكبر قاعدة أمريكية هناك لضرب طالبان والقاعدة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى