مقالات وآراء

الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو يدعو أمام الأمم المتحدة إلى تشكيل جيش دولي لتحرير فلسطين ووقف الإبادة في غزة

في لقاء حصري بثته قناة الجزيرة مباشر من نيويورك، استضافت القناة الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو عقب كلمته المثيرة للجدل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. اللقاء جاء مباشرة على الهواء، حيث جدد بيترو دعوته لتشكيل «جيش دولي لإنقاذ فلسطين» ووقف ما وصفه بـ«الإبادة الجماعية» التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة بدعم غربي وأمريكي.

خلال الحوار، تحدث الرئيس الكولومبي عن خلفيات دعوته، وعن الضغوط والانتقادات التي تتعرض لها بلاده جراء مواقفها الصارمة من إسرائيل، كما استعرض الدوافع الإنسانية والسياسية وراء مواقفه، مشيراً إلى أن كولومبيا، التي عانت طويلاً من العنف الداخلي، تدرك معنى السلام الحقيقي وضرورة حمايته في العالم.

أبرز ما جاء في كلمة بيترو

قال الرئيس الكولومبي نصاً: «نحن بحاجة إلى جيش قوي من الدول التي لا تقبل الإبادة الجماعية، ولذلك أدعو دول العالم وشعوبها، كجزء لا يتجزأ من الإنسانية، إلى توحيد السلاح والجيوش. يجب أن نحرر فلسطين».

وأضاف: «أدعو جيوش آسيا والشعب السلافي العظيم الذي هزم هتلر ببطولة عظيمة، وجيوش بوليفار في أمريكا اللاتينية، لتشكيل قوة عسكرية لتحرير فلسطين».

كولومبيا تقطع علاقاتها مع إسرائيل

ذكّر بيترو في خطابه بمواقف بلاده السابقة، حيث قطعت كولومبيا جميع العلاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي. كما منعت تصدير الفحم إليه رغم أهميته الكبرى للاقتصاد الكولومبي، في خطوة أكدت جديته في مقاطعة إسرائيل.

وفي مقال له بصحيفة الجارديان قبل شهرين، انتقد بيترو المجتمع الدولي لعدم اتخاذ أي إجراءات ضد ما وصفه بـ«حملة تدمير» يقودها بنيامين نتنياهو في غزة منذ أكثر من 700 يوم، وحثّ حكومات الجنوب العالمي على التحرك العاجل ضد الانتهاكات الإسرائيلية.

دعوة لجيش إنقاذ عالمي

أكد بيترو أن الفيتو الأمريكي عطّل فعالية مجلس الأمن، وأنه لا بد من «جيش إنقاذ عالمي» يوقف الحرب والإبادة. وقال: «الأسلحة لا تسكتها سوى أسلحة أخرى، والأصوات والتنديدات لا تكفي لوقف أي إبادة جماعية. يجب أن يكون هناك ضمان بملاحقة كل مجرم حرب ضد الإنسانية، ومنع أي تدخل في قرارات الأمم المتحدة».

وأشار إلى أن إندونيسيا أبدت استعدادها لتسخير جيشها والمشاركة في أي منظومة دولية لتحرير فلسطين، كما أن أغلبية الدول اللاتينية والإفريقية وحتى الصين أبدت مواقف رافضة للإبادة الجماعية.

انتقادات إسرائيلية وأمريكية

بيetro أوضح أن دعوته قوبلت منذ أشهر بانتقادات إسرائيلية وأمريكية لا تتوقف، متهماً خصومه بالخلط بين مناهضة إسرائيل ومعاداة السامية. وقال: «أن تساند قضية عربية لا يجعلك معادياً للسامية. نحن لا نساند الإرهاب بل ندافع عن الأطفال والنساء وكبار السن الذين يقصفون يومياً».

رسالته إلى الشعوب العربية والفلسطينيين

ختم بيترو حديثه برسالة مؤثرة: «للأسف لا يمكن أن يراني شعب غزة أو يسمعني مباشرة، لكن أقول لهم إنكم في قلوبنا. رأينا دموع الأطفال والنساء والرجال في كولومبيا وفي أنحاء العالم لما يحدث لغزة. رسالتي هي عدم الانقسام، انسوا الفوارق الدينية والقبلية، وتوحدوا على هدف مشترك. إذا أنقذنا فلسطين، فإننا سننقذ البشرية كلها».

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى