الكابينت الإسرائيلي يقر خطة نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل
أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت”، فجر الجمعة، خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة، رغم تحذيرات المؤسسة العسكرية من مخاطرها على حياة الأسرى والجنود، واستنزاف الجيش، والإضرار بالشرعية الدولية لإسرائيل.
اجتماع ماراثوني ومبادئ لإنهاء الحرب
وسائل إعلام عبرية ذكرت أن الموافقة جاءت خلال اجتماع استمر 10 ساعات، فيما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي أن الخطة تتضمن اجتياح القطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ 22 شهرًا.
وبحسب بيان مكتب نتنياهو، فإن الجيش سيستعد للسيطرة على مدينة غزة، مع توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين خارج مناطق القتال، على حد زعمه.
كما اعتمد “الكابينت” ما وصفه نتنياهو بـ “المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب”، وتشمل: نزع سلاح حركة حماس، إعادة جميع الأسرى، نزع السلاح من القطاع، السيطرة الأمنية عليه، وإقامة إدارة مدنية بديلة بعيدًا عن حماس والسلطة الفلسطينية.
خطة تدريجية رغم معارضة الجيش
مساء الخميس، عرض نتنياهو على “الكابينت” خطة “تدريجية” لاحتلال القطاع، رغم اعتراضات رئيس الأركان إيال زامير.
“اقرأ أيضًا: خطة الجيش الإسرائيلي للسيطرة على غزة عبر محاور التطويق“
وتنص الخطة على تهجير سكان مدينة غزة نحو الجنوب، ثم تطويق المدينة، يليها توغل إضافي في مراكز التجمعات السكنية.
انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية
عدد من الوزراء أصروا على احتلال كامل أراضي القطاع، بينما حذر زعيم حزب “شاس” أرييه درعي من أن الخطة ستؤدي إلى “ضرر سياسي متواصل وتعريض حياة الأسرى للخطر”.
رئيس الأركان زامير وصف الخطة بأنها “فخ استراتيجي”، مؤكدًا أنها ستنهك الجيش لسنوات، وتعرض حياة الأسرى للخطر.
الأسرى.. جوهر الخلاف
تقدّر إسرائيل وجود 50 أسيرًا لديها في غزة، منهم 20 أحياء، فيما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني يعانون التعذيب والإهمال الطبي الذي أودى بحياة كثيرين، وفق تقارير حقوقية.
في المقابل، يقترح زامير خطة تطويق متعددة المحاور للضغط على حماس لإطلاق سراح الأسرى، بدلًا من الاحتلال الكامل.
فشل المفاوضات وتصاعد الانتقادات
في 24 يوليو الماضي، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس في الدوحة، بعد تمسك تل أبيب بموقفها بشأن الانسحاب من غزة والأسرى الفلسطينيين.
استطلاع للرأي نشره معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أظهر أن 52% من الإسرائيليين يحمّلون حكومتهم المسؤولية، كاملة أو جزئيًا، عن عدم إبرام اتفاق مع حماس.
حصيلة كارثية للإبادة الجماعية في غزة
منذ 7 أكتوبر 2023، وبغطاء أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وأسفرت هذه الإبادة عن 61,258 شهيدًا و152,045 جريحًا، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح عشرات الأطفال.
