فلسطينملفات وتقارير

استهداف أميركي إسرائيلي متصاعد لمؤسسات الأمم المتحدة

تصعيد ممنهج ضد المنظمات الدولية

تواجه مؤسسات الأمم المتحدة منذ سنوات ضغوطًا متزايدة من الولايات المتحدة وإسرائيل، غير أن وتيرة الاستهداف شهدت تصعيدًا لافتًا مع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

هذا التصعيد لم يعد يقتصر على الاتهامات الإعلامية، بل ترجم إلى خطوات عملية، شملت وقف التمويل، الانسحابات، وإجراءات التضييق والتشويه السياسي.

أونروا في قلب العاصفة

الضربة الأشد جاءت لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تمثل شريان حياة لأكثر من 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني.

  • إسرائيل ألغت اتفاقها مع الوكالة.
  • الولايات المتحدة أوقفت تمويلها السنوي البالغ 360 مليون دولار.
  • منذ بداية الحرب، فقدت الوكالة 404 من موظفيها في غزة.

وبحسب مراقبين، فإن استهداف أونروا يعكس مسعى لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، عبر حرمانهم من الخدمات الأساسية، ومن ثم شطب ملف “حق العودة” من أي تسوية مستقبلية.

انسحابات واتهامات بالتحيز

لم يتوقف الأمر عند أونروا، بل شمل انسحابات أميركية وإسرائيلية متكررة من مؤسسات أممية مؤثرة:

  • مجلس حقوق الإنسان: انسحاب بذريعة “التحيز ضد إسرائيل”.
  • منظمة اليونسكو: انسحاب بدعوى أن المنظمة تتبنى مواقف “معادية لإسرائيل”.

استهداف قوات الأمم المتحدة

لم يسلم الوجود الميداني للأمم المتحدة من الضغوط، إذ تعرضت:

  • قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان لاتهامات إسرائيلية متكررة، وصلت أحيانًا إلى عرقلة تحركاتها.
  • لجان التحقيق الأممية، خاصة المتعلقة بالجرائم في الأراضي الفلسطينية، لقيود على الدخول والتحرك، بهدف تعطيل عملها وإفقادها المصداقية.

البعد السياسي

يرى مراقبون أن هذا الاستهداف يعكس إستراتيجية أميركية إسرائيلية مزدوجة تهدف إلى:

  1. شلّ المؤسسات الدولية ومنعها من ممارسة دورها الرقابي أو القضائي.
  2. إضعاف المنابر الأممية التي تمنح الفلسطينيين مساحة لتوثيق الانتهاكات وعرض قضاياهم.
  3. تفريغ قرارات الأمم المتحدة من مضمونها عبر تجفيف التمويل وإضعاف الثقة الدولية بها.

تداعيات خطيرة

  • إنسانيا: توقف التمويل عن أونروا يهدد حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدماتها في التعليم والصحة والإغاثة.
  • سياسيا: إضعاف دور المؤسسات الدولية قد يفتح الباب أمام “شرعنة” انتهاكات إسرائيل دون رادع.
  • دوليا: يفاقم أزمة ثقة عالمية في النظام الأممي، الذي يعاني أصلًا من عجز في فرض قراراته.

استهداف إسرائيل والولايات المتحدة لمؤسسات الأمم المتحدة لم يعد مجرد خطوة عابرة، بل هو نهج متكامل يرمي إلى تعطيل أي آلية دولية يمكن أن تُحاسب تل أبيب على جرائمها في فلسطين.

وبينما يتحدث العالم عن إصلاح المنظومة الأممية، يبدو أن أولويات واشنطن وتل أبيب تتمثل في إضعافها وشلّ قدرتها، ما يضع مستقبل العدالة الدولية على المحك.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى