حوارات وتصريحات

الصراع العالمي القادم: الصين وأمريكا وحرب النفط والطاقة | قراءة في حلقة «بودكاست الشرق»

يناقش د. خالد فؤاد، الباحث في شؤون الطاقة والعلاقات الدولية، كيف شكّل النفط والغاز موازين القوى من الحربين العالميتين إلى حظر 1973، مرورًا بانقلاب مصدّق وتأميم قناة السويس، ثم كامب ديفيد والاتفاق النفطي المصري–الإسرائيلي. وتتوسع الحلقة في حروب الخليج، وطفرة النفط الصخري بالولايات المتحدة، وصعود مفهوم الاستقلالية الطاقية والطاقة المتجددة، واستخدام روسيا للغاز كورقة ضغط في صراعها مع أوكرانيا وأوروبا، مع تثبيت دور الشرق الأوسط كقلب هذه المعادلة. قدّم الحلقة الصحفي والباحث عبد الرحمن ناصر.

من الحربين العالميتين إلى حظر 1973

أوضح د. خالد أن بدايات «أمن الطاقة» تبلورت مع تحوّل البحرية البريطانية من الفحم إلى النفط قبل الحرب العالمية الأولى، ما ربط القوة العسكرية بإمدادات خارج الحدود.
وخلال الحرب العالمية الثانية، كان الوقود عاملًا حاسمًا في قرارات كبرى مثل حظر الولايات المتحدة النفط عن اليابان، ومحاولة ألمانيا النازية السيطرة على نفط القوقاز.

اقتباس بارز:

«الجسم الضخم لأي دولة عروقه هي الطاقة، ودماؤه هي النفط.»

النفط كورقة قوة: من مصدّق إلى السويس

تناول النقاش انقلاب 1953 على حكومة محمد مصدّق بعد مساعيه لتأميم النفط، ثم تأميم قناة السويس عام 1956 بوصفها شريانًا لإمدادات أوروبا، وما ترتّب على ذلك من صدامات كبرى أكدت أن الطاقة ليست مجرد سلعة بل أداة جيوسياسية.

1973.. لحظة مفصلية غيّرت سوق الطاقة

أشار الضيف إلى أن حظر النفط العربي في أكتوبر 1973 غيّر قواعد اللعبة: تضاعفت الأسعار، وظهرت أفكار الاستقلالية الطاقية في الغرب، وتأسست وكالة الطاقة الدولية (1974)، وتحوّل تسعير وتداول النفط إلى أسواق مرنة (فوري/آجل) حدّت من قدرة المنتج المنفرد على الضغط المباشر.

كامب ديفيد والاتفاق النفطي المصري–الإسرائيلي

لفت د. خالد إلى أن مباحثات السلام عام 1979 شملت اتفاقًا نفطيًا خاصًا، حصلت إسرائيل بموجبه على إمدادات من مصر لفترة امتدت عمليًا لسنوات، ما يعكس رؤية تل أبيب للطاقة كملف أمن قومي لا يقل أهمية عن الترتيبات السياسية.

اقتباس بارز:

«إسرائيل لم تنظر يومًا للنفط والغاز إلا من منظور أمني بحت.»

حروب الخليج وأمن الطاقة

توقّف الحديث عند الحرب العراقية–الإيرانية ثم غزو الكويت، حيث أصبح أمن الطاقة سببًا مباشرًا لتدخّلات عسكرية وترتيبات إقليمية ودولية لضمان تدفق الإمدادات واستقرار الأسعار.

طفرة النفط الصخري واستقلالية الطاقة الأمريكية

شرح الضيف كيف قادت التقنيات الحديثة (الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي) إلى ثورة النفط الصخري التي جعلت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط عالميًا، ورسّخت خطاب الاستقلالية الطاقية، مع بُعدٍ سياسي واضح في السياسات الأمريكية اللاحقة.

الغاز الروسي وساحة أوروبا–أوكرانيا

بيّن د. خالد كيف استخدمت روسيا ورقة الغاز في صراعها مع أوروبا وأوكرانيا، ما أعاد صياغة أولويات الأوروبيين بين أمن الإمدادات والتحول الطاقي، وفتح بابًا واسعًا لإعادة رسم خرائط خطوط الأنابيب والموانئ ومحطات التسييل.

المعادن الحرجة وصعود الصين

أكد الضيف أن من يريد العمل في المعادن الحرجة أمامه خياران: اعتبار الصين «حليفًا استراتيجيًا» أو «عائقًا جيوسياسيًا»، مع ما يعنيه ذلك من تحكّم سلاسل التوريد بمسارات التحول للطاقة المتجددة والبطاريات والسيارات الكهربائية.

الشرق الأوسط.. قلب المعادلة الدائم

خلصت الحلقة إلى أن الثروة النفطية جعلت الشرق الأوسط مركزًا دائمًا للصراعات والتحالفات. وتطرّق د. خالد إلى نقطة لافتة حول موردي نفط إسرائيل اليوم، مشيرًا إلى دور أذربيجان وكازاخستان، وإمكان تأثير قرارات الإمداد والحظر في تكلفة حصول تل أبيب على احتياجاتها، حتى مع مرونة السوق الحالية.

اقتباس بارز:

«قد لا يتكرّر أثر 1973 بالحجم نفسه، لكن استخدام أدوات الطاقة للضغط ما زال قادرًا على إحداث كُلَف موجعة.»

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى