ملفات وتقارير

طالب بتوحيد الجيوش لتحرير فلسطين وقطع العلاقات مع إسرائيل..ماذا تعرف عن رئيس كولومبيا؟

في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوقفت إسرائيل جميع صادراتها الأمنية إلى كولومبيا بعد تصريحات لبيترو شبّه فيها الجيش الإسرائيلي بالنازيين، ما فجّر أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين. وردّت كولومبيا باستدعاء سفيرها من تل أبيب احتجاجاً على القصف الإسرائيلي للمدنيين في غزة وتلك كانت البداية.

وفي خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جذب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الانتباه حين دعا قبل يومين دول العالم إلى “توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين”. وقد استحضر في كلمته رموز التحرر في أمريكا الجنوبية، موجهاً انتقادات حادة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

كولومبيا، التي اعترفت رسمياً بدولة فلسطين عام 2018، تَعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية، وتدعو إلى “سلام دائم على أساس حل الدولتين”.

وفي يوليو/تموز الماضي، نشر بيترو مقالاً في صحيفة الغارديان البريطانية شدد فيه على أن للحكومات واجباً أخلاقياً وقانونياً في مواجهة إسرائيل بسبب حربها على غزة وانتهاكها للقانون الدولي، محذّراً من أن التقاعس يجعل المجتمع الدولي شريكاً في الجرائم ويقوّض النظام العالمي. وأشار إلى أن كولومبيا علّقت صادرات الفحم إلى إسرائيل، بينما رفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية، وحظرت ماليزيا دخول السفن الإسرائيلية إلى موانئها.

من هو؟

يُعد بيترو أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا. في شبابه انضم إلى حركة إم-19 (حركة 19 أبريل) اليسارية المسلّحة، قبل أن يتحول إلى العمل السياسي ضمن التيار التقدمي والديمقراطي. هذه الخلفية جعلته يتبنى خطاباً يربط بين التحرر الوطني ومقاومة الاستعمار، وهو ما ينعكس بوضوح في مواقفه الدولية.

منذ توليه الحكم عام 2022، حرص على تقديم كولومبيا كلاعب جديد في “الجنوب العالمي”، يسعى إلى إعادة التوازن في العلاقات الدولية بعيداً عن الهيمنة الأمريكية. وقد وجّه مراراً انتقادات حادة لسياسات واشنطن في أمريكا اللاتينية ومناطق النزاع العالمية.

أصبحت القضية الفلسطينية محوراً أساسياً في خطابه؛ ففي أعقاب الحرب في غزة، اتخذ خطوات غير مسبوقة، منها طرد السفير الإسرائيلي من العاصمة الكولومبية بوغوتا وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، كما وصف مراراً ما يحدث في غزة بـ”الإبادة الجماعية”، ما جعله من أبرز الأصوات المدافعة عن الفلسطينيين في أمريكا اللاتينية.

بالنسبة له، فلسطين ليست قضية بعيدة عن الواقع الكولومبي أو اللاتيني، بل امتداد لمعركة عالمية ضد الاستعمار والهيمنة. ولهذا كثيراً ما يقارنها بتاريخ حركات التحرر في أمريكا الجنوبية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى