ملفات وتقارير

هل يستطيع ترامب منع نتنياهو من ضم الضفة الغربية؟

تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقادة بعض الدول العربية بمنع حكومة نتنياهو بضم الضفة الغربية، مشيرا إلى توصله لاتفاق مبدئي بعد محادثات “مثمرة” مع عدد من الدول العربية والإسلامية.

وأضاف ترامب أنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول هذا الموضوع، وذكر: “نعم، لكنني لن أسمح بذلك، سواء تحدثت إليه أم لا – لقد فعلت ذلك – لكنني لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، لقد طال أمد ذلك، وحان الوقت للتوقف الآن”.

وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي تزامناً مع خطة جديدة بخصوص قطاع غزة والتي لاقت قبولا عربياً وإسلامياً يشوبه الحذر والترقب، الأمر الذي يشكل اختباراً حقيقياً لمدى جدية إدارته في وضع حد للحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.

وقال ترامب الخميس الماضي بأنه لن يسمح لـ”إسرائيل” بضم الضفة الغربية، وذلك بعد لقاء مغلق جمعه بقادة ومسؤولين عرب ومسلمين (الثلاثاء 23 سبتمبر) في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وقادة آخرون من إندونيسيا ومصر وباكستان.

وأضاف ترامب في حديث للصحفيين في البيت الأبيض أنه تحدث مع ممثلين من دول من الشرق الأوسط ونتنياهو، وأن التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في غزة قد يكون قريباً، مضيفاً: “نريد استعادة الرهائن، نريد استعادة الجثث، ونريد أن يسود السلام في تلك المنطقة، لذلك أجرينا محادثات جيدة للغاية”.

كما قالت وسائل إعلام عبرية إن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطاً على “إسرائيل” لإنهاء الحرب في غزة، ونقلت القناة “13” العبرية، عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم: إن “صبر إدارة ترامب على الحرب في غزة بدأ ينفد، والضغوطات الأمريكية تتزايد للتوصل إلى اتفاق”.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فقد أبلغ مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (25 سبتمبر) أن ترامب يعتقد أن الوقت قد حان لإنهاء حرب غزة.

إلتزام أمريكي

وتعليقاً على موقف ترامب قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في حوار مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية الخميس الماضي، إن الرئيس الأمريكي ملتزم بإيجاد طريق لإنهاء الحرب في غزة.

وأضاف: “الرئيس ترامب ملتزم بإيجاد طريق لإنهاء الحرب وإعادة الأسرى، والراحة لسكان غزة، لذا فأنا متفائل بأننا بدأنا الحوار الذي سيقربنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.

كما نوّه بأن “دولاً عربية وإسلامية حذّرت الرئيس ترامب من العواقب الوخيمة لأي ضم إسرائيلي للضفة الغربية، وهي رسالة يعيها الرئيس الأمريكي جيداً”، حسب قوله.

سلام دائم

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فأشار إلى أنه توصل إلى تفاهم مع الرئيس الأمريكي بشأن كيفية تحقيق وقف إطلاق النار وسلام دائم في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.

وقال بحسب بيان نشره مكتبه الرئاسي أمس الجمعة”كان اجتماعنا بالغ الأهمية من حيث إبداء الإرادة لإنهاء المجازر في غزة، وأكد ترامب خلال الاجتماع ضرورة إنهاء القتال في غزة والتوصل إلى سلام دائم”.

وكشف ترامب خلال اجتماعه في نيويورك مع قادة ومسؤولين عرب ومسلمين الثلاثاء، عن خطة مكونة من 21 بنداً لوقف الحرب في غزة وترتيب مرحلة ما بعد “حماس” تتضمن بحسب وسائل إعلام عبرية وأمريكية:

  • الإفراج السريع عن جميع الأسرى.
  • إنهاء الحرب بوقف إطلاق نار دائم.
  • انسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع.
  • إنهاء حكم حركة “حماس”.
  • نزع سلاح القطاع، مع عرض عفو على قادة “حماس” إذا غادروا القطاع.
  • نشر قوة أمنية من دول عربية.
  • إشراك محدود للسلطة الفلسطينية في الحكم المدني في غزة.
  • ضمانة أمريكية بأن “إسرائيل” لن تضم أراضي الضفة الغربية المحتلة.
  • إنشاء صندوق عالمي مشترك مع السعودية والإمارات والولايات المتحدة لبناء بنى تحتية واسعة لإعادة إعمار قطاع غزة.

وبحسب ما ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي، فقد لاقت الخطة ردود فعل إيجابية من الحاضرين، لكن القادة العرب والمسلمون اشترطوا توقف “إسرائيل” عن تقويض الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة على الفور.

كما قال مصدران بحسب “أكسيوس” إن ترامب قال خلال الاجتماع أيضاً: إن “الحرب يجب أن تنتهي عاجلاً، وكل يوم تستمر فيه تصبح إسرائيل معزولة أكثر”.

ومن المتوقع أن يبحث ترامب مع نتنياهو بنود الخطة خلال استقباله في البيت الأبيض، يوم الاثنين المقبل في حين نقل “أكسيوس” عن مسؤول عربي قوله: إن “الخطة كانت جيدة، لكنها بحاجة إلى مزيد من التحسين مع مساهمة الدول العربية.

وفي سياق ذات صلة سلطت صحيفة الغارديان الضوء على نشاط شركات علاقات عامة أميركية وظفتها الحكومة الإسرائيلية لتسويق روايتها عن الحرب على غزة.

وكشفت أن بعض الحملات تروج لفكرة “الخوف من أطفال إرهابيين” لتبرير مقتلهم، وسط دعم إعلامي أميركي متواصل وتقييد متعمد لعمل الصحفيين المستقلين.

وتضيف الصحيفة أن استهداف الصحفيين الفلسطينيين ومنع وصول الإعلام الأجنبي إلى غزة سمح بتمرير تلك الروايات دون مواجهة حقيقية، في وقت تتسع فيه الانتقادات الحقوقية للانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى