بركات الفرا لـ”أخبار الغد”: لا سلام دون وقف العدوان وتمكين الشعب الفلسطيني من دولته المستقلة

أكد السفير بركات الفرا، السفير الفلسطيني السابق في مصر، أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة أولويات العرب والمسلمين، مشددا على أن هناك موقفا عربيا وإسلاميا موحدا يدعم أي جهد دولي حقيقي لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.
وقال الفرا في تصريح خاص لـ”أخبار الغد”، إن اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدد من القادة العرب والمسلمين كان “مهما للغاية ومشجعا”، لافتا إلى أن ترامب قدّم نفسه كـ”رئيس السلام” القادر على وقف الحرب، التي وصفها الفرا بأنها “عدوان غادر على الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “نأمل أن تتحول تصريحات ترامب إلى أفعال توقف الحرب في قطاع غزة وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة”، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن أي حديث عن السلام سيظل بلا جدوى ما لم يتوقف العدوان ويتم تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة.
وأوضح السفير الفلسطيني السابق أن المبادرة الأميركية المطروحة – رغم تحفظه على كشف تفاصيلها – تتضمن أفكارا تحتاج إلى تهيئة الظروف لتنفيذها، مضيفا أن “غطرسة القوة الإسرائيلية لن تحقق الأمن أو الاستقرار”، وأن السبيل الوحيد لذلك هو الاستجابة لتطلعات الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته.
وأشار الفرا إلى أن الرؤية العربية والإسلامية المشتركة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة تبدأ بوقف إطلاق النار، ثم الانتقال إلى ثلاثة ملفات رئيسية: الترتيبات الأمنية، الحوكمة، وإعادة الإعمار، موضحا وجود ترتيبات لتدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية بالتنسيق مع الأردن، مع إمكانية نشر قوات دولية لدعم السلطة الفلسطينية وتمكينها من إدارة القطاع.
كما كشف عن لجنة إدارية من التكنوقراط لإدارة غزة بشكل مؤقت لحين تمكين السلطة، مؤكدا أن “أي طرف يرفض السلطة الفلسطينية لا يمكنه فرض إرادته على المجتمع الدولي”.
وأضاف أن مصر بصدد استضافة مؤتمر دولي في القاهرة خلال أسابيع للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، مع التركيز على المساكن سريعة البناء، مياه الشرب، الكهرباء، الصرف الصحي والعيادات المتنقلة.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، شدد الفرا على أن الفلسطينيين “شعب يسعى للسلام العادل والشامل، لكننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا”، مؤكدا أن أي سلام حقيقي يتطلب التزام إسرائيل بالقانون الدولي ووقف سياساتها العدوانية.
وعن الملف الإيراني، ثمن الفرا الدور المصري في منع انزلاق المنطقة إلى مواجهة إقليمية واسعة، داعيا إلى إعطاء فرصة للدبلوماسية وخفض التصعيد، مشيرا إلى استعداد طهران للتجاوب مع جهود الوساطة.
وختم الفرا تصريحه بالتأكيد على ضرورة حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة بعد موجة الاعترافات المتزايدة بدولتها، قائلا: “نضغط بكل قوة في هذا الاتجاه، لأنه أمر شديد الأهمية لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة”.