اللواء محمد علي بلال لـ”أخبار الغد”: انتشار الجيش المصري في سيناء استحقاق أمني ورسالة استراتيجية لحماية السيادة

أكد اللواء محمد علي بلال، الخبير في الشؤون العسكرية، في تصريح خاص لـ”أخبار الغد”، أن تعزيزات الجيش المصري في سيناء تمثل استحقاقاً سيادياً وأمنياً بالدرجة الأولى، وليست خرقاً لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979 كما تروّج بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأوضح بلال أن الانتشار يهدف إلى تأمين الحدود الشرقية ومواجهة التحديات الأمنية المتزايدة منذ اندلاع حرب غزة، مشيراً إلى محاولات التسلل والتهديدات الإرهابية التي استوجبت هذه التحركات.
وقال: “أي دولة مسؤولة تضع أمنها القومي في المقام الأول، وما تقوم به القاهرة جزء من خطط مدروسة وليست خطوات ارتجالية”.
وأضاف أن البنية التحتية العسكرية – من مطارات ونقاط مراقبة – ذات طابع دفاعي بحت، ولا تحمل أبعاداً هجومية كما يروّج الجانب الإسرائيلي، مؤكداً أن التعزيزات تتم بتنسيق مع الأطراف الضامنة، وعلى رأسها الولايات المتحدة عبر قوات المراقبة متعددة الجنسيات.
وأشار بلال إلى أن واشنطن لم تسجل أي اعتراض رسمي على هذه التحركات، وهو ما يعكس أنها لا ترى فيها خرقاً جوهرياً للاتفاقية.
وبيّن أن أي خلافات يمكن حلها عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية المفتوحة بين القاهرة وتل أبيب، والتي أثبتت فعاليتها في الماضي.
وعلى الصعيد السياسي، رأى الخبير العسكري أن تصاعد الخطاب بين القاهرة وتل أبيب يعكس مرحلة حساسة، خاصة بعد وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإسرائيل بـ”العدو” خلال القمة العربية في قطر، وهو مؤشر على رفض مصر لأي محاولات لفرض أمر واقع أو دفع الفلسطينيين نحو سيناء.
وختم بلال مؤكداً أن المرحلة الراهنة تتطلب ضبط النفس وتجنب التصعيد الإعلامي، مشدداً على أن الحفاظ على معاهدة السلام وتطوير آليات التنسيق الأمني والسياسي هو الضمانة الأساسية لتفادي أي مواجهة قد تهدد استقرار المنطقة، في ظل استمرار الحرب على غزة وتعقيدات المشهد الإقليمي.