إسرائيل تستعد لاعتراض “أسطول الصمود” المتجه إلى غزة

أفادت قناة “كان” العبرية الرسمية ، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاعتراض أسطول الصمود العالمي المتجه نحو سواحل قطاع غزة خلال أربعة أيام، في أكبر محاولة حتى الآن لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ 18 عامًا.
وقالت القناة إن نحو 50 سفينة انطلقت من السواحل اليونانية باتجاه غزة، ومن المتوقع وصولها خلال عطلة “يوم الغفران” اليهودي (من الأربعاء إلى الخميس). وذكرت أن وحدة الكوماندوز البحري “شايطيت 13” أجرت تدريبات ميدانية للسيطرة على السفن في عرض البحر، بزعم “تقليل الأذى للمشاركين”.
رفض عروض إسرائيلية بديلة
زعمت القناة أن إسرائيل عرضت على منظمي الأسطول نقل المساعدات الإنسانية عبر ميناء أشكلون أو قبرص أو حتى من خلال الفاتيكان، لكن المنظمين رفضوا، واعتبرت تل أبيب ذلك “استفزازًا منظّمًا”.
من جهته، لم يصدر أي تعليق فوري من منظمي الأسطول على هذه المزاعم.
استعدادات طبية في جنوب إسرائيل
ذكر موقع “واللا” العبري أن وزارة الصحة الإسرائيلية طلبت من مستشفيات في جنوب البلاد، منها “أسوتا” بأشدود و”برزيلاي” بعسقلان، رفع حالة التأهب تحسبًا لوقوع إصابات بالتزامن مع وصول الأسطول، خصوصًا مع محدودية العمل بالمستشفيات خلال عطلة “كيبور”.
أسطول يضم ناشطين من 40 دولة
“أسطول الصمود” أعلن عبر “فيسبوك” أنه أصبح على بُعد نحو 825 كيلومترًا فقط من غزة، وأن طائرتين مسيرتين حلقتا فوق سفنه في تهديد دون مهاجمتها.
ويضم الأسطول أكثر من 500 ناشط من 40 دولة، بينهم اتحاد أسطول الحرية، حركة غزة العالمية، قافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية.
وكان الأسطول قد تعرض الأربعاء الماضي لهجمات عبر طائرات مسيرة أسفرت عن 12 انفجارًا طالت 9 من سفنه، ما ألحق أضرارًا مادية، دون إعلان الجهة المنفذة.
محاولات سابقة لكسر الحصار
إسرائيل سبق أن اعترضت عدة سفن حاولت كسر حصار غزة، بينها “الضمير”، و”مادلين”، و”حنظلة”، حيث اختطفت الناشطين وأعادتهم إلى دولهم. لكن هذه المرة تُبحر عشرات السفن مجتمعة لأول مرة نحو غزة، التي تضم نحو 2.4 مليون نسمة، بينهم 1.5 مليون بلا مأوى بعد تدمير منازلهم في الحرب الجارية.
حصار مشدد منذ مارس الماضي
إسرائيل شددت حصارها على غزة منذ 2 مارس/ آذار 2025 عبر إغلاق جميع المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة خانقة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده. وتسمح بدخول مساعدات محدودة لا تكفي لتلبية احتياجات السكان، فيما تتعرض الشاحنات أحيانًا للسطو من عصابات تتهم حكومة غزة إسرائيل بحمايتها.
منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربها على القطاع بدعم أمريكي، ما أسفر عن 66,005 قتلى و168,162 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى وفاة 442 فلسطينيًا بينهم 147 طفلًا بسبب المجاعة.