السودانالعالم العربيالمغرب العربي

السودان يطلق الإنذار الأحمر.. مخاوف عالمية من “طوفان سد النهضة” بعد الملء السادس دون تنسيق

أطلقت السلطات السودانية، الاثنين، الإنذار الأحمر على طول مجرى نهر النيل، وسط تحذيرات من فيضانات كارثية تهدد حياة الآلاف، وذلك بعد ارتفاع غير مسبوق في منسوب النهر جراء تصريف ضخم للمياه من سد النهضة الإثيوبي دون تنسيق مسبق مع دولتي المصب.

تفاصيل الأزمة

أكدت تقارير إعلامية أن إثيوبيا أتمت الملء السادس للسد وفتحت أربع بوابات دفعة واحدة خلال احتفال رسمي بافتتاحه في 9 سبتمبر، في خطوة وصفت بالاستعراضية أمام وسائل الإعلام. وأدى القرار إلى تدفق يومي تجاوز 730 – 750 مليون متر مكعب من المياه باتجاه السودان، ما رفع منسوب النيل الأزرق إلى 16.9 مترًا، وهو ثاني أعلى مستوى في تاريخه بعد كارثة عام 2020 التي تسببت في فيضانات بـ 16 ولاية ونزوح أكثر من نصف مليون شخص.

تداعيات على السودان

أعلنت وزارة الري والزراعة السودانية حالة الطوارئ في جميع الولايات المطلة على النيل، من الخرطوم وحتى سنار والنيل الأبيض، مع نزوح جماعي للسكان نحو التلال والمناطق المرتفعة. وحذرت الوزارة من أن استمرار تدفق هذه الكميات الضخمة قد يؤدي إلى غرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية، وتهديد البنية التحتية الحيوية.

رأي الخبراء

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن تشغيل توربينات السد كان من المفترض أن يخفف الضغط على بحيرة التخزين، لكن حتى الآن لم تعمل أي من التوربينات الـ13، ما اضطر إثيوبيا إلى تصريف المياه عبر المفيض العلوي. وأوضح أن الكميات المتدفقة تضغط على سد الروصيرص السوداني الممتلئ بطبيعته، مؤكداً أن “الفيضان الحالي سببه المباشر سد النهضة، وليس فيضاناً طبيعياً موسميًا”.

مصر والسد العالي

أضاف شراقي أن مصر استفادت من قدرات السد العالي الذي امتص الفائض المائي، مشيراً إلى أن منسوب بحيرة السد ارتفع بنحو مترين خلال سبتمبر بما لا يقل عن 15 مليار متر مكعب. وأكد أن “السد العالي أنقذ مصر من غرق محتوم”، مشددًا على أن أكثر من 95% من المصريين يعيشون على مجرى النيل، وأن غياب السد كان سيؤدي إلى توقف نصف الأراضي الزراعية عن العمل.

خلفية سياسية

يأتي هذا التطور بينما يواجه السودان كلفة إنسانية متصاعدة جراء الفيضانات، رغم أنه كان قد وافق سابقًا على بناء سد النهضة على أمل الحد من مخاطر الفيضانات، في حين رفضت مصر المشروع منذ بدايته وحذرت من مخاطره. ومع استمرار أزمة الملء والتشغيل الأحادي، يرى مراقبون أن السد تحول إلى تهديد مباشر للأمن المائي والإقليمي بدلًا من أن يكون مشروعًا للتنمية المشتركة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى