طبيب فرنسي يروي تفاصيل مشاركته في “أسطول الصمود” نحو غزة: إبادة تُبث على الهواء مباشرة

قال الطبيب الفرنسي خالد بن بوطريف، أحد المشاركين في “أسطول الصمود” العالمي المتجه إلى قطاع غزة، إن الأسطول مبادرة مواطنين هدفها لفت الانتباه إلى الكارثة الإنسانية وحشد الضغط لوقف الإبادة الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين.
وأوضح بن بوطريف، في تصريحات للصحافة، أنه يبحر على متن سفينة تحمل اسمَي التوأمين الفلسطينيين “آيسل” و”آسر”، اللذين قُتلا عام 2024 بعد أيام من ولادتهما على يد جنود إسرائيليين.
وأضاف أن الفريق المرافق له يضم متطوعين من فرنسا وسويسرا واليونان، وأن السفينة تحمل مساعدات إنسانية تشمل حليب أطفال وأدوية ومرشحات مياه.
وكشف الطبيب الفرنسي أنه دخل غزة مرتين منذ اندلاع حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث زار خان يونس ورفح في يناير 2024، ثم شمال غزة في يوليو من العام نفسه، وشاهد بأم عينيه تفاقم المأساة الإنسانية.
وقال: “في يناير كانت المجاعة في بدايتها ثم عمت. ورغم الإقرار الدولي بوقوع إبادة، لم تتحسن الأوضاع على الأرض”.
وأشار إلى أن ما يجري في غزة هو “مجزرة ضد الإنسانية”، مؤكدا أن مبادرة “أسطول الصمود” يقودها ناشطون ومواطنون بسطاء “أصيبوا بالذهول والغضب مما يجري”، وأن أكثر من 500 متطوع من 40 دولة يشاركون في الأسطول، الذي يضم نحو 50 سفينة في تحرك هو الأكبر من نوعه منذ سنوات.
وأضاف بن بوطريف: “لأول مرة في التاريخ تُبث إبادة مباشرة على هواتفنا. نرى ما يحدث كل يوم ونحن عاجزون عن فعل شيء. هذه فضيحة أخلاقية وفشل مباشر للقانون الدولي الإنساني”.
وأكد أن إسرائيل تستعد لاعتراض السفن في المياه الدولية، وهو ما اعتبره “انتهاكا لقوانين الملاحة الدولية”، مشيرا إلى أن تل أبيب سبق أن استولت على سفن مماثلة ورحّلت ناشطين.
ويعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة تحت حصار مشدد منذ 18 عاما، فيما نزح أكثر من 1.5 مليون منهم بعد تدمير منازلهم خلال الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت الحرب الإسرائيلية –بدعم أمريكي– أكثر من 65 ألف قتيل و167 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، وسط مجاعة متفاقمة جراء إغلاق جميع المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية.