ملفات وتقارير

في ذكرى استشهاد محمد الدرة..الطفل الذي أبكى العالم على الهواء مباشرة

يعشعش فى حضن والده طائرا خائفا.. من جحيم السماء، احمنى يا ربي..من الطيران إلى فوق! إن جناحي.. صغير على الريح.. والضوء أسود.. محمـــد، يريد الرجوع الى البيت، من دون دراجة .. أو قميص جديد..يريد الذهاب إلى المقعد المدرسي.. إلى دفتر الصرف والنحو، خذني..الى بيتنا، يا أبي، كى أعد دروسي.. واكمل عمرى رويداً رويداً..على شاطئ البحر، تحت النخيل.. ولا شيء أبعد، لا شيء أبعد.. محمـــد، يواجه جيشاً، بلا حجر أو شظايا..كواكب، لم ينتبه للجدار ليكتب، حريتي..لن تموت.

بهذه الكلمات رثا الشاعر الفلسطيني محمود درويش الطفل محمد الدرة الذي تمر اليوم ذكرى استشهاده الـ25 في 30 سبتمبر سنة 2000 برصاص الاحتلال الإسرائيلي عندما كان يحتمي في والده، وقد شاهد العالم أجمع تلك اللحظة الصعبة على الهواء مباشرة.

وقد وثق مصور الأخبار الفرنسي شارل إندرلان، العامل في قناة “فرانس ٢”، لحظة احتماء الطفل محمد، الذي يبلغ من العمر اثني عشر عامًا، ووالده جمال، خلف برميل إسمنتي، أثناء وقوعهما في منطقة تشهد تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطيني.

لم يقف الرثاء عند الشاعر محمود درويش بل شارك فيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بكتابة قصيدة بعنوان الرثاء إلى روح الشهيد محمد الدرة التي كتبها وقال: (يا محمد في جنان الخالدين. يا محمد صوتك ملاقي صدى.. ياعرب وانتو رفاق من سنين. انسوا الماضي الذي مر وغدا. همنا الأكبر دفاع المعتدين.. لي على الأقصى تعديهم بدى).

استشهد الدرة فى اليوم الثانى لانتفاضة الأقصى الثانية ٢٨ سبتمبر التي خاضها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال احتجاجًا على اقتحام رئيس الحكومة الإسرائيليّة، شارون، للمسجد الأقصى المبارك، ورفضا للاعتداءات المستمرة على المقدسات في القدس وفي عموم أراضي فلسطين، وجد الطفل “محمد الدرة” ووالده جمال نفسيهما محاصرين من قبل قوات الاحتلال التي باتت تطلق الرصاص بكثافة تجاههما ليسقط الطفل شهيداً.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى