
هذا سؤال مهم.
لأنه يضعنا أمام اللحظة الفاصلة: إذا أعلنت حماس رسميًا رفض تسليم سلاحها، فستتشكل سلسلة من التداعيات على عدة مستويات: سياسي، ميداني، شعبي، وإقليمي.
1- التداعيات السياسية والدبلوماسية.
إحراج الأطراف الدولية والوسطاء: سيُحرج أمريكا، الأمم المتحدة، والدول العربية/ الإسلامية التي تبنّت مبادرات نزع السلاح، إذ ستظهر عاجزة عن فرض إرادتها على حركة مقاومة.
انكشاف الانقسام العربي والإسلامي: الدول التي أيدت خطة نزع السلاح ستواجه معارضة شعبية، وسيظهر التباين بين الأنظمة الرسمية والشعوب التي ترى السلاح ضمانة وحيدة لبقاء القضية.
تعزيز مكانة حماس في وعي الأمة: رفض تسليم السلاح سيُقدَّم كامتداد لخط الجهاد والمقاومة منذ القسام وعبد القادر الحسيني وحتى اليوم، مما يمنحها شرعية إضافية.
2- التداعيات الميدانية والأمنية.
إسرائيل ستصعّد: سيُستخدم الرفض ذريعة لشن هجمات مركزة جديدة على البنية العسكرية في غزة (أنفاق، صواريخ، ورش تصنيع).
مزيد من الحصار: قد يُفرض حصار أشد على غزة تحت شعار “عقاب حماس” أو “منع التسلح مجددًا”.
احتمال مواجهات داخلية: الأطراف التي تريد استلام غزة (السلطة الفلسطينية أو إدارة دولية) قد تجد نفسها في مواجهة مع حماس إذا حاولت فرض سيطرتها بالقوة أو بالضغط الاقتصادي.
3- التداعيات الشعبية والفكرية
رفع الروح المعنوية للشعوب: رفض تسليم السلاح سيُعتبر موقفًا صلبًا في زمن التنازلات، وقد يولّد موجة دعم شعبي واسعة لحماس والمقاومة.
تأجيج الشارع العربي والإسلامي: سيتحوّل الرفض إلى رمز مقاومة جديد، يقارن بمواقف صلاح الدين أو رفض عبد الناصر شروط الاستعمار.
إلهام الحركات الأخرى: قوى المقاومة في لبنان، اليمن، العراق… ستجد في موقف حماس مبررًا لتصعيد خطابها المسلح ضد الاحتلال وأمريكا.
4- التداعيات الإقليمية والدولية
ضغط أمريكي-إسرائيلي مضاعف: قد تتجه أمريكا وحلفاؤها لفرض عقوبات على داعمي حماس (قطر، تركيا بدرجة ما) بحجة تمويل “الإرهاب”.
تعزيز المحور المناهض: إيران، حزب الله، وربما بعض القوى الآسيوية (مثل الصين وروسيا بشكل غير مباشر) سيجدون في الرفض ورقة ضغط قوية على الغرب.
فشل مشاريع التطبيع: بعض الدول العربية التي كانت تراهن على “ما بعد حماس” ستجد نفسها أمام مأزق داخلي لأن حماس برفضها عطّلت سيناريو التطبيع مقابل الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح.
5- السيناريوهات المستقبلية.
- تصعيد عسكري جديد: إسرائيل تشن حربًا مركزة بحجة فرض نزع السلاح بالقوة.
- تجميد العملية السياسية: انهيار “صفقة ترامب” أو أي خطة مشابهة، مع بقاء الوضع الراهن (حصار + مقاومة).
- انقسام الساحة الفلسطينية: صراع على الشرعية بين السلطة وحماس، قد يضغط فيه الشارع لصالح المقاومة.
4- تثبيت معادلة جديدة: إذا صمدت حماس في رفضها مع استمرارها في المقاومة، قد يُفرض واقع دولي جديد يعترف بأن “السلاح جزء من المعادلة ولا يمكن تجاوزه”.
الخلاصة:
رفض حماس تسليم سلاحها سيُحوّلها من “فصيل مقاومة مطارد دوليًا” إلى رمز عالمي للصمود في وجه الإملاءات. لكنه في الوقت نفسه سيفتح الباب لتصعيد عسكري وحصار أشد، ما يضع المقاومة أمام امتحان مزدوج: كيف تصمد ميدانيًا وتستثمر سياسيًا؟